من جديد سلط الإعلام الألماني الضوء على تجارب ناجحة للاجئين سوريين تمكنوا من الاندماج، ودخول سوق العمل رغم الفترة القصيرة التي وصول فيها إلى البلاد. وكان أخرهم الشاب السوري “أحمد الحمود” الذي وصل ألمانيا نهاية 2015 قادماً من مدينة حمص، مع ذروة موجة اللجوء آنذاك، حيث لم يكن يعرف أي كلمة ألمانية.
واليوم بات “ينظر إليه كمثال ناجح للاندماج”، وفق صحيفة “هاناور أنتسايغر” الألمانية، التي نلقت عن الشاب السوري البالغ 29 عاماً كيف وصل ألمانيا بعد رحلة طويلة وشاقة، وكيف أصبحت مدينة “ماينتال” في ولاية هيسن “وطنه الجديد”.
“أحمد” قال إنه منخرط في تدريب مهني كموظف منذ أيلول الماضي، في إدارة مدينة مانتيال”، مؤكداً بالقول “أنا سعيد لأنني استطعت الالتحاق بالمدرسة المهنية… لم يكن بإمكاني القيام بذلك دون الحصول على دعم من زملائي .
وتشير الصحيفة إلى أن الشاب “أحمد” يعمل حالياً في قسم الإدارة المالية، وأن عمله يشكل له “متعة فائقة”.
وتضيف أن الشاب ليس غريباً عن الوظيفة العمومية في “ماينتال”، حيث سبق التحاقه بالتدريب المهني،أن تقدم بطلب تدريب” براكتيكوم” في إدارة المدينة، لافتة إلى أنه حصل في 2018 على تدريب لمدة عام ضمن مشروع ” تأهيل اللاجئين السوريين في الإدارة المحلية “.
يقول الشاب إنه قبل الحصول على الإقامة نهاية 2016 :”كنت على تواصل مستمر مع بعض الألمان، كذلك كانت عائلة في مدينة ” منهايم” بمثابة أسرة ثانية ووفرت لي دعماً كبيراً”.
وأضاف” لا يمكن فهم الثقافة الألمانية في مساكن اللاجئين، بل عليك الاندماح مع الألمان لفهم واستيعاب ثقافتهم”.
وتابع” كنت أريد التعلم، وتعلمت اللغة الألمانية من خلال اليوتيوب وتطبيقات اللغة خلال إقامتي في مساكن اللاجئين”.
وأشار إلى أنه بعد خروجه والاستقرار في مدينة “ماينتال” وصل لمستوى b1 ثم b2، حيث شعر باستقرار نفسي، لا سيما بعد أن تمكن والداه من الخروج من حمص مع شقيقته إلى تركيا “وهم الآن بخير ولديهم وظائف مستقرة”.
ولفتت الصحيفة إلى أن الشاب السوري موسيقي أيضاً، حيث يعزف على آلة العود، قابل الكثير من الناس والأصدقاء الجدد في “ماينتال ” ما جعله يفهم الثقافة الألمانية والتعرف عليها بشكل أفضل.