تقاريردول ومدن
أخر الأخبار

مع استمرار أعمال العنف.. الآلاف يتظاهرون ضد العنصرية في بريطانيا

أخبار العرب في أوروبا- بريطانيا

تظاهر آلاف الأشخاص المناهضين للعنصرية أمس الأربعاء، في مختلف أنحاء إنجلترا وشكلوا دروعا بشرية لحماية مراكز اللجوء بعد أن حذرت الشرطة من الاضطرابات الناجمة عن أكثر من 100 مظاهرة يقودها اليمين المتطرف.

وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها “مرحبا باللاجئين” و”ارفضوا العنصرية .. جربوا العلاج”.

وجاءت المظاهرات المناهضة للعنصرية التي شملت العديد من مدن وبلدات إنجلترا، بعد تسعة أيام من الصدمة التي شهدتها البلاد بعد تعرض ثلاث فتيات صغيرات للطعن في ميرسيسايد وأعمال الشغب التي أعقبت ذلك من قبل اليمين المتطرف.

وشهدت البلاد على مدار الأيام الـ 9 الماضية أعمال عنف وشغب واسعة شملت أكثر من عشرين مدينة وبلدة في إنجلترا وويلز وأيرلندا الشمالية، بعد انتشار معلومات مغلوطة على وسائل للتواصل الاجتماعي، تزعم أن المشتبه به في عملية الطعن مهاجر مسلم ينتهج التطرف وينحدر من رواندا.

لكن في محاولة لدحض المعلومات الكاذبة، قالت الشرطة إن المشتبه به أكسل روداكوبانا (17عاما) وُلد في بريطانيا. ولم تُقدّم الشرطة بعد أي معلومة عن الدافع المحتمل، واكتفت بإعلان استبعاد فرضية الهجوم الإرهابي.

أكبر تعبئة للشرطة البريطانية منذ 13 عاما

ونظمت الشرطة البريطانية أكبر تعبئة لها لمواجهة الفوضى منذ أعمال الشغب في عام 2011 أمس الأربعاء، قائلة إن العديد من التجمعات المخطط لها لديها القدرة على التحول إلى العنف وأغلقت مكاتب المحاميين.

كما تم إغلاق متاجر الشوارع الرئيسية، وأغلقت عيادات الأطباء العامين في وقت مبكر، وأُبلغ أعضاء البرلمان بالتفكير في العمل من المنزل حيث استعدت 41 من مناطق قوة الشرطة المحلية البالغ عددها 43 في إنجلترا وويلز لاضطرابات محتملة.

لكن بدلا من ذلك، نزل الآلاف من المتظاهرين المضادين إلى شوارع ليفربول وبرمنغهام وبريستول وبرايتون ولندن لحماية مجتمعاتهم في الساعة 7 مساءً، كما شكل مئات الأشخاص درعا بشريا خارج كنيسة مستهدفة في ليفربول تستضيف مركزا لاستشارات الهجرة بينما حملت النساء لافتات تقول: “نانس ضد النازيين”.

أيضا شهدت مشاهد مماثلة في هاكني ووالتامستو، وكلاهما في شرق لندن، وفينشلي في شمال العاصمة، حيث اجتمع الآلاف من السكان المحليين والناشطين المناهضين للفاشية وحملوا لافتات تقول “نحن جنس بشري واحد” و “اتحدوا ضد الكراهية”.

محاصرة مناهضين للهجرة

وحاصرت الشرطة في مدينة برايتون، حفنة من المتظاهرين المناهضين للهجرة الذين تجمعوا خارج مكتب محاماة مستهدف لحمايتهم بعد أن تفوق عليهم عدد المتظاهرين المضادين بنحو 500 شخص، والذين هتفوا: “ابتعدوا عن شوارعنا، أيها الحثالة النازية”. وفي وقت لاحق، تحول التجمع إلى أجواء كرنفال في الشارع مع فرقة سامبا وغناء صاخب.

كما اندلعت التوترات في ألدرشوت بعد أن اشتبكت مجموعة تهتف “أوقفوا القوارب” مع المتظاهرين الذين يحملون لافتات “الوقوف في وجه العنصرية” والذين كانوا يهتفون “اللاجئون مرحب بهم هنا”.

وهرع العشرات من ضباط الشرطة إلى الطريق لمنع المجموعات من الاقتراب من بعضها البعض. كما وردت أنباء عن مناوشات في بلاكبول.

اعتقال المئات

وقالت الشرطة إن 428 شخصا تم اعتقالهم حتى الآن في 26 قوة وتم توجيه اتهامات لأكثر من 140 شخصا منذ اندلاع أعمال الشغب يوم الثلاثاء الماضي، لكن من المتوقع أن يزداد هذا العدد.

وقال بي جيه هارينجتون، رئيس مجلس رؤساء الشرطة الوطنية للنظام العام، إن الشرطة وخدمة الادعاء العام ستسعى إلى تقليل عدد المشتبه بهم المفرج عنهم بكفالة، كرادع لمزيد من أعمال الشغب، وأن حتى المتهمين الذين ليس لديهم إدانات سابقة قد تم حبسهم احتياطيا بعد مثولهم الأول أمام المحكمة.

اقرأ أيضا: نصف البريطانيين غير راضين عن تعامل ستارمر مع أعمال الشغب

إلى ذلك، شدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على أن الحكومة تتخذ “إجراءات سريعة” ضد مثيري الشغب بعد سجن ثلاثة رجال في محكمة ليفربول أمس الأربعاء لدورهم في الاضطرابات.

كما تعهد ستارمر الذي كان مدعيا عاما، بأن تصدر أحكام بحق مثيري الشغب. فيما مثُل عشرات المتهمين من بينهم مراهقون، أمام القضاة،  وصدر حكم بسجن رجل ثلاث سنوات بعدما أقر بذنبه في التسبب باضطرابات عنيفة ومهاجمة شرطي في ساوثبورت.

كذلك صدرت أحكام بسجن رجلين آخرين 20 و30 شهرا بسبب مشاركتهما في أعمال العنف في ليفربول السبت.

وكانت الحكومة وضعت ستة آلاف عنصر من الوحدات الخاصة في الشرطة في جهوزية للتعامل مع نحو مئة تظاهرة لنشطاء اليمين المتطرف ولتظاهرات مضادة دعي إليها.

وتعد هذه أسوأ اضطرابات تشهدها بريطانيا منذ أعمال شغب عنيفة وقعت في لندن في 2011.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى