أخبار العرب في أوروبا – السويد
أعلنت “الوكالة الوطنية للتربية” (Skolverket) الحكومية، المشرفة على نظام مدارس الأطفال والبالغين في السويد، أن حظر الحجاب في المدارس ينتهك الحريات الدينية وحق التعبير، وهو ما لا يسمح به في القانون.
جاء ذلك بعد تزايد الجدل حول اتخاذ مجلس مدينة “سكوروب” (Skurup) جنوبي البلاد في كانون الأول قراراً يحظر على الموظفين والطلاب على ارتداء النقاب في المدارس التابعة للبلدية. وسيجري تضمين القرار في خطة اندماج تُطبق قريباً.
وأثار القرار ردود فعل غاضبة في أوساط تربوية وقانونية وسياسية ومنظمات معنية.
وفي استبيان “لوكالة الأنباء السويدية” (TT) رفعت 23 بلدية من أصل 265 بلدية اقتراحاً بحظر الحجاب بعد انتخابات عام 2018. وفيما وافقت بلدية “سكوروب” على المقترح، جابهته خمس بلديات من بين كل ست بالرفض.
واحتجت الشهر الماضي معلمات غير مسلمات في مدرسة “برستاموسيسكولان” (Prästamosseskolan) وهي أكبر مدرسة في “سكوروب”، على الحظر بارتدائهن الحجاب الإسلامي داخل المدرسة. ووقّع المعلمون في المدرسة عريضة تعبر عن رفضهم للقرار.
ونقلت صحيفة “إكسبريسين” (Expressen) عن تزايد عدد الفتيات اللائي يرتدين الحجاب منذ اتخذت بلدية “سكوروب” قراراً بحظر ارتداء الحجاب في المدارس.
ويعارض “ماتياس ليدهولم” مدير “برستاموسيسكولان” القرار بقوله: “إنه قرار خاطئ. إذا طبقت الحظر هنا بصفتي مديراً، فأنا أحمل “مديرية التفتيش” على تسريحي من عملي. هذا ليس قراراً. لن يتم تنفيذه.”
ويوضح “ليدهولم” أنه من أصل 600 تلميذ في المدرسة، تأثر خمسة موظفين وحوالي خمسة تلاميذ. “والآن هم عشرون. أي أن الزيادة في حجاب الفتيات هي 400 في المئة. هذه هي النتيجة. وأنا أفسرها على أن الفرد فخور بنفسه وبثقافته وبأن الإنسان هو صاحب القرار بشأن نفسه وجسده.”
وطالب البعض على وسائل التواصل الاجتماعي بإقالة “ليدهولم”. كما وصلته رسائل حقد وتهديد. ودعا شخص مؤخراً المدرسة “للإبلاغ عن المسلمين”. و”عندما تعذّرنا بأنه لا وقت لدينا للحديث، صرخ وهدد بأنه سيقتلنا جميعاً،” يعلق “ليدهولم”.
ويتابع “ليدهولم” أنه تلقى أفلاماً تصور رجم نساء حتى الموت. كما استلم بطاقات بريدية ورسائل تهديد وكراهية له ولعائلته. لكنه يعتقد أن لديه كمسؤول رسمي وظيفة موكلة من البرلمان توجب عليه تطبيق القانون المدرسي والقوانين التي يُقرها البرلمان.
ويختم بالقول: “يمكن للسياسيين في البلديات اتخاذ القرارات التي يريدون، لكنها لن تُطبق بأية حال.”
وفي تعليق على القرار، يقول “مورجان بنجتسون” المستشار في بلدية “أولوفستروم” (Olofström) جنوبي البلاد، والتي رفضت القرار: “لسنا نحن كسياسيين من يقرر ما يجب أن يرتديه الناس. لكن يجب أن يكون الجميع قادرين على تحديد ما يرغبون في ارتدائه. بموجب القانون، لا يمكنك حظر ما يرغب الناس في ارتدائه.”
وفي “سولفيسبوري” (Sölvesborg) جنوب البلاد، يحكم التحالف الذي يقوده حزب “ديمقراطيي السويد (Sverigedemokraterna) الذي “يعارض الملابس الدينية أو الثقافية التي تستهدف النساء تحديداً”. والهدف هناك الوصول إلى سياسة محددة تخص ملابس للطلاب بدءً من مرحلة ما قبل المدرسة وحتى مراحل تعليم البالغين، بما يشمل العاملين في البلدية. ما قد يعني أن المسلمين الباحثين عن عمل ممن يرتدون الحجاب قد لا يحصلون على وظائف، كما تعترف “شيث مورتينسون”، رئيسة مجلس الطفولة والتعليم في “سولفيسبوري”.
وتقول “شيث مورتينسون”: “نعم، يمكنك أن تقول ذلك، أو يمكنك القول إننا حين نبحث عن موظفين، فسيكون جلياً ما هي المتطلبات التي نريدها في الكادر الذي قد نحتاج إلى توظيفه.”