أخبار العرب في أوروبا- السويد
تشهد السويد ظاهرة اجتماعية مقلقة تتمثل في العزلة الاجتماعية وضعف الروابط بين الجيران، حيث أصبح من الشائع أن يسكن الفرد في مبنى سكني أو حي دون أن يعرف جيرانه أو يتفاعل معهم.
وأظهرت دراسة حديثة عرضها التلفزيون السويدي قبل أيام أن ما بين 10% و25% من السويديين لا يعرفون جيرانهم على الإطلاق، بينما يكتفي 60% منهم بتبادل التحية فقط دون أن يعرفوا هويات جيرانهم أو يجروا حوارات معهم.
وتشير الدراسة إلى أن قلة التواصل بين الجيران ليست مجرد ظاهرة عابرة، بل أصبحت جزءا من النمط الاجتماعي السائد في السويد، ولها تداعيات خطيرة، خصوصا في أوقات الأزمات والكوارث.
وأوضحت فيرونيكا ستراند، الباحثة في مجال الاستعداد للأزمات في جامعة أوميو، أن هذا السلوك الاجتماعي المنعزل يؤثر سلبا على الصحة النفسية ويُضعف من قدرة المجتمع على مواجهة الأزمات بشكل فعال.
وأضافت: في الدول التي يتمتع سكانها بعلاقات متينة مع جيرانهم، يكونون أكثر استعدادا لمواجهة الكوارث والتعافي منها بسرعة بفضل العمل الجماعي والدعم المتبادل.
كما شدد ستراند على أن اعتماد السويديين المفرط على السلطات خلال الأزمات يعكس ضعف الروابط المجتمعية، مما يشكل خطرا إذا تأخرت استجابة السلطات أو كانت غير متوفرة بسبب كارثة أو أزمة كبيرة.
ودعت إلى ضرورة إلى تعزيز الجهود لتعزيز التواصل بين الجيران، مؤكدة على أن حتى أبسط أشكال التواصل، مثل تبادل التحية، يمكن أن يكون لها أثر إيجابي كبير.
اقرأ أيضا: وزيرة التعليم السويدية تقترح تفتيش حقائب الطلاب لمكافحة العنف في المدارس
من جانبها، أعربت جيني سكوجسبورن ميسونا من الشركة السويدية للعقارات عن قلقها من هذا الوضع، مؤكدة أن الشعور بالأمان في الأحياء يعتمد بشكل كبير على التواصل بين السكان، مما يساعد أيضا في تخفيف مشاعر الوحدة.
وأشارت الدراسة التي أجرتها الشركة إلى أن 70% من الأشخاص على استعداد لمساعدة جيرانهم، لكن الواقع يُظهر أن أقل من 30% منهم يبادرون بالفعل إلى ذلك.