أخبار العرب في أوروبا-السويد
أعلنت الحكومة السويدية، اليوم الجمعة، عن بدء إجراء مسح سنوي لرصد وتقييم “القيم والمعتقدات والعادات الاجتماعية” التي يحملها المهاجرون، وذلك ضمن برنامج الاندماج الجديد.
وتقول الحكومة إن هذا المسح يهدف إلى معرفة القيم والمعتقدات التي ينتمي إليها المهاجرون في السويد ومدى ارتباطها بالقيم السويدية، بالإضافة إلى فهم كيفية تفكيرهم وعيشهم في المجتمع ومدى اندماجهم فيه، وذلك لاتخاذ إجراءات سياسية مناسبة.
أهداف المسح
تؤكد الحكومة السويدية على أن المسح يستهدف تحديد القيم التي تتعارض مع المبادئ الديمقراطية الليبرالية، مثل المساواة وحقوق مجتمع الميم، ومدى تقبل المهاجرين لهذه الحقوق.
كما يتضمن استبيانات حول موضوعات مثل حقوق المرأة وحرية الجسد، بالإضافة إلى مسألة مصافحة الجنس الآخر.
وزير الاندماج السويدي، ماتس بيرسون، اعتبر أن هذه الخطوة “جاءت ردا على تصاعد القوى الإسلامية المتشددة التي تحاول فرض قيود على الحريات والحقوق في السويد”.
كما شدد على أهمية فهم ما وصفه بـ”موقف المهاجرين تجاه قضايا مثل مسيرات فخر المثليين” في البلاد.
مخاوف بشأن الخصوصية
ومن بين المواضيع الحساسة التي أثارها هذا المسح هو المخاوف المتعلقة بتسجيل الآراء الشخصية، حيث سيتم الوصول إلى المهاجرين، خصوصا الناطقين بالعربية.
لكن الحكومة أكدت أن الردود ستكون مجهولة المصدر ولن يتم تسجيل أي معلومات تربط الأفراد بنتائج المسح.
وأوضح الوزير أن الهدف هو فهم الصورة العامة للقيم والمواقف السائدة بين المهاجرين.
التدابير المستقبلية
ورغم عدم الكشف عن الإجراءات المحددة التي قد تُتخذ بناءً على نتائج المسح، أكد بيرسون على ضرورة تعزيز وضوح القيم الأساسية للمجتمع السويدي.
كما أشار إلى أهمية التوعية والتثقيف حول هذه القيم، بما في ذلك موضوع المصافحة بين الرجال والنساء.
اقرأ أيضا: الحكومة السويدية تقترح حظر الزواج بين الأقارب
وتختلف وجهة نظر الحكومة الحالية عن الحكومات السابقة التي كانت تؤكد أن “الاندماج هو العمل”، حيث تركز الحكومة الحالية على قبول وممارسة القيم السويدية والتخلي عن المعتقدات الثقافية والدينية التي تتعارض معها.
مع ذلك، فإن هذه الإجراءات والمسح قد تثير تساؤلات حول الهدف والنتائج المتوقعة، خاصة فيما يتعلق بالخلط بين قيم المهاجرين كأفراد يعيشون في المجتمع السويدي وقيمهم الخاصة كمواطنين يحملون خلفيات ثقافية ودينية تختلف عن الثقافة السويدية.
