تقاريردول ومدن
أخر الأخبار

إجبار طالبي اللجوء على العمل في ألمانيا.. جدل حول الفوائد والمعوقات

أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا

تسعى الحكومة المحلية في ولاية بافاريا، من خلال اتحادها الاجتماعي المسيحي، إلى تطبيق سياسة جديدة تلزم طالبي اللجوء بالعمل في وظائف غير مربحة.

ويأتي هذا التوجه في إطار محاولة دعم الاقتصاد المحلي، لكن هذه الخطوة أثارت جدلا واسعا حول آثارها الاجتماعية والنفسية على اللاجئين. وفي ظل هذه السياسات، قد يواجه من يرفض العمل عقوبات تشمل إيقاف أو تخفيض المعونات الشهرية.

تجربة رامي: العمل تحت ضغط الحاجة

“المهم أن يكون لدي عمل أقوم به”، هكذا عبر طالب اللجوء رامي (اسم مستعار) عن مشاعره وهو يعمل في جمع أوراق الشجر في فناء كنيسة، مقابل 80 سنتا في الساعة.

ويعتبر هذا المبلغ غير كافٍ لتلبية احتياجاته الأساسية، مما يعكس التحديات التي يواجهها اللاجئون في العثور على فرص عمل مجدية.

ويعمل رامي تحت مسمى “فرصة العمل”، حيث يمكن للبلديات أن تطلب من طالبي اللجوء القيام بأعمال بسيطة مثل كنس الشوارع وتنظيفها أو تقليم العشب، دون أن تكون هناك ضمانات لوظيفة مستقرة.

سياسة إلزام العمل: التحديات القانونية

تعتبر مدينة “زاله أورلا” أول مدينة في ألمانيا تطبق نظام “Arbeitspflicht” أو إلزام العمل، والذي يتيح للسلطات مطالبة طالبي اللجوء بالعمل في وظائف معينة.

وتم تضمين هذا البند القانوني في قانون إعانات طالبي اللجوء منذ عام 1993، لكن لم يُفعل بشكل فعّال حتى الآن. بموجب القوانين الجديدة، يتعين على جميع المقيمين البالغين الأصحاء في مراكز الاستقبال أن يعملوا لمدة تصل إلى أربع ساعات يوميا.

آراء حول النتائج المتوقعة

يدعم بعض المسؤولين مثل زيغفريد فالش من الحزب الاجتماعي المسيحي في بافاريا هذه السياسة، مشيرة إلى أن هناك نتائج إيجابية، حيث يعمل حوالي 400 شخص حاليا في هذا النظام، بينما يرفض فقط سبعة أشخاص.

مع ذلك، تتساءل البلديات الأخرى عن جدوى هذه السياسات بسبب التكاليف الإدارية المرتفعة المرتبطة بإيجاد وظائف مناسبة وتوفير الموارد اللازمة للعمال.

الأبعاد الاجتماعية واللغوية

وتظهر العديد من الدراسات أن إجبار طالبي اللجوء على العمل في وظائف غير منتظمة قد يؤثر سلبا على إدماجهم في سوق العمل.

في هذا السياق، يُشير هربرت بروكر من معهد سوق العمل والبحوث المهنية (IAB) إلى أن هذا النموذج يذكرنا بنموذج قديم يُلزم العاطلين عن العمل بالقيام بأعمال مؤقتة مقابل يورو واحد في الساعة، وهو نموذج لم يحقق النجاح المطلوب.

وتظهر الأبحاث أن هذه السياسات قد أدت إلى تدهور مهارات اللغة الألمانية لدى العديد من اللاجئين، حيث إن العمل في مهام لا تتطلب خبرة عالية يُعزلهم عن التفاعل مع المجتمع المحلي، مما يحد من فرص تحسين مهاراتهم اللغوية.

وضع التوظيف بين اللاجئين

ورغم التحديات، تشير التقارير إلى أن معدل التوظيف بين الرجال المهاجرين في ألمانيا يفوق معدل توظيف نظرائهم الألمان، حيث يمتلك 86% من اللاجئين وظائف مقارنةً بـ 79% من الألمان.

مع ذلك، يشير المراقبون إلى أن نموذج “فرص العمل” لا يُحفز اللاجئين بشكل كافٍ، وينبغي أن يكون التركيز على تقليل مدة معالجة طلبات اللجوء وتسريع تعلم اللغة الألمانية.

آمال ورغبات اللاجئين

بالنسبة لرامي، استغرق الالتحاق بدورات تعلم اللغة الألمانية عاما كاملا، وهو يتعلم حاليا الألمانية بشكل مكثف.

اقرأ أيضا: تصاعد عمليات صد المهاجرين: انتهاكات حقوق الإنسان على حدود الاتحاد الأوروبي

كما يتطوع بجمع القمامة في الأماكن العامة لأنه لا يريد أن يكون عبئا على المجتمع الألماني.

ورغم الضغوطات، يأمل رامي في الحصول على وظيفة ثابتة بعد إكمال دراسته للغة، مُعبرا عن رغبته في العمل كسائق شاحنة، حيث يتطلع إلى حياة مستقرة وأفضل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى