أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا
كشفت السلطات الألمانية أمس الثلاثاء النقاب عن خلية يمينية متطرفة تضم سياسيا من حزب “البديل لألمانيا”، كانت تخطط للاستيلاء على السلطة في ولاية ساكسونيا بالقوة وتنفيذ عمليات تطهير عرقي مشابهة لتلك التي قام بها النازيون.
وأعلن مكتب المدعي العام الفيدرالي عن اعتقال ثمانية أشخاص، جميعهم دون سن الخامسة والعشرين، ضمن خلية إرهابية تتكون من حوالي 20 فردا، أطلقوا على أنفسهم اسم “انفضاليو ساكسونيا”.
في البيان، أعلن الادعاء فقط عن الأسماء الأولى والحرف الأول من أسماء العائلة، إلا أن قناة “آر إن دي” الألمانية أفصحت عن هوية أحد المعتقلين، كورت هاتاش، الذي عُرف في البيان باسم كورت إتش. وهو عضو في مجلس المدينة في ولاية ساكسونيا، ويشغل أيضا منصب أمين صندوق جناح الشباب في الحزب.
وتأسست هذه الخلية في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2020 من مجموعة من الأشخاص الذين تدربوا على تنفيذ مناورات عسكرية، مدفوعين بأيديولوجيات عنصرية ومعادية للسامية.
وذكر الادعاء أن أعضاء هذه المجموعة يؤمنون بأن “ألمانيا تقترب من الانهيار” وأنهم يتوقعون انفجار الحكومة والمجتمع في يوم محدد لم يتم تحديده.
وقال الادعاء إن أعضاء الخلية كانوا يخططون للسيطرة على مناطق معينة في ساكسونيا وبعض الأجزاء من ولايات شرقية أخرى بقوة السلاح، بهدف إنشاء هيكل حكومي واجتماعي مستوحى من الاشتراكية الوطنية، وهي العقيدة السياسية التي انطلق منها النازيون.
كما أشار الادعاء إلى أن الخلية كانت تخطط “لنقل مجموعات من الأشخاص غير المرغوب فيهم من المنطقة، استنادا إلى مبدأ التطهير العرقي”.
وقد تدرب الأفراد بشكل متكرر على عمليات قتالية في المدن، مستخدمين أسلحة وأدوات ليلية، واستحوذوا على ألبسة عسكرية وخوذات وأقنعة غاز وسترات مضادة للرصاص.
وشارك حوالي 450 عنصرا من الشرطة والقوات الخاصة في عمليات المداهمة التي طالت 20 موقعا في مدن مختلفة بولاية ساكسونيا، بالإضافة إلى بولندا حيث تم اعتقال أحد المتهمين. كما تم تنفيذ مداهمات في النمسا لاعتقال مشتبه بهم لم يتم القبض عليهم بعد.
وعلقت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر على القبض على الخلية قائلة، إن “حقيقة أنهم مدربون على استخدام أسلحة ولديهم معدات عسكرية تشير إلى مدى خطورتهم”، وأشادت بالكشف المبكر عن الخلية.
وتُعتبر ولاية ساكسونيا معقلا لليمين المتطرف، وقد حقق حزب “البديل لألمانيا” نتائج جيدة في الانتخابات المحلية الأخيرة، حيث حصل على أكثر من 30% من الأصوات.
ويُصنف الحزب من قبل المخابرات الألمانية كيميني متطرف ويخضع للمراقبة، مما يمنح السلطات الحق في تتبع أفراده المشتبه بهم.
اقرأ أيضا: تهديدات بوجود قنابل تؤدي إلى إغلاق لمحطتين رئيسيتين للقطار في ألمانيا
ونهاية العام الماضي، أثيرت فضيحة تتعلق بأعضاء الحزب بعد كشف وسائل الإعلام عن اجتماع سري شارك فيه بعض الأعضاء، حيث نوقشت فيه قضايا ترحيل اللاجئين والمهاجرين، مما أثار قلقا واسعا في المجتمع الألماني.
ورغم هذه الأحداث، استمر الحزب في تحقيق نتائج قوية، حيث احتل المركز الثاني في استطلاعات الرأي الوطنية قبل الانتخابات الفيدرالية المقررة في نهاية سبتمبر/أيلول المقبل، بنسبة تأييد تصل إلى 17%، وهو ما يزيد عن تأييد الأحزاب الثلاثة المشاركة في الحكومة الحالية.