أخبار العرب في أوروبا-متابعات
في ظل تصاعد الأزمات السياسية والاقتصادية، بدأ الاتحاد الأوروبي في إعادة النظر في سياساته الحدودية، مما أثار مخاوف من تهديد وحدة اتفاقية حرية التنقل” شنغن”.
وكانت ألمانيا قررت منتصف سبتمبر/أيلول المضاي توسيع رقابتها على حدودها البرية مع جيرانها مثل فرنسا وبلجيكا وبولندا، في خطوة تهدف إلى الحد من الهجرة غير النظامية وحماية الأمن الوطني.
وزيرة الداخلية الألمانية نانس فيزر أوضحت حينها، أن هذه الإجراءات تأتي في إطار تعزيز الأمن ومكافحة تدفق المهاجرين غير الشرعيين.
كما تبنت دول أخرى مثل السويد وهولندا سياسات مشابهة، حيث قامت السويد بعرض حوافز مالية للمهاجرين لمغادرة البلاد طواعية، بينما جمدت هولندا طلبات اللجوء لمدة عامين.
تساؤلات حول اتفاية “شنغن”
إعادة فرض الرقابة الحدودية هذه تثير تساؤلات حول مستقبل اتفاقية “شنغن” التي تتيح حرية التنقل بين دول الاتحاد الأوروبي.
ومع تصاعد تأثير الأحزاب اليمينية المتطرفة التي استفادت من مخاوف شعوب أوروبا بشأن الهجرة، أصبح الاتحاد الأوروبي يواجه تحديات أكبر للحفاظ على وحدته.
الأزمات الاقتصادية المتتالية، بدءا من تداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية إلى ارتفاع أسعار الطاقة والتضخم، أسهمت في زيادة القلق الشعبي.
رأي الخبراء
ويرى الخبراء أن هذه الظروف قد تساهم في تعزيز النزعة القومية في العديد من الدول الأوروبية، مما يضعف القدرة على مواجهة التحديات الموحدة.
يقول الدكتور فرانز هيرمان، المحلل السياسي من برلين، في تصريحات صحافية اليوم الأحد، إن : “هذه السياسات تعكس مخاوف من زيادة تدفق المهاجرين وضعف السيطرة الأمنية، وهو ما قد يمهد لتفكك أوسع داخل الاتحاد الأوروبي”.
وأضاف أن الأزمات الحالية قد تؤدي إلى تقليص الدعم الشعبي للمؤسسات الأوروبية، ما يعزز مخاوف التفكك.
في مقابل ذلك، اعتبر جوزيف ليند، الخبير في الشؤون الأوروبية، أن صعود اليمين المتطرف في أوروبا يستغل أزمة الهجرة لتعزيز شعبيته، معتبرا أن هذا الصعود قد يؤدي إلى تغيير جذري في السياسات الوطنية تجاه الهجرة.
زيادة فرص اليمين المتطرف في الانتخابات
وفي خطوة مثيرة للجدل، قررت السويد تقديم عروض مالية للمهاجرين لمغادرة البلاد طواعية، بينما قامت هولندا بتجميد طلبات اللجوء لمدة عامين، في إطار إجراءات مشددة للحد من تدفق اللاجئين.
وتأتي هذه القرارات في وقت يشهد فيه الاتحاد الأوروبي تصاعدا في النزعات القومية واليمينية المتطرفة.
حزب “البديل من أجل ألمانيا”، الذي يتبنى مواقف صارمة تجاه الهجرة، حقق نجاحات ملحوظة في الانتخابات المحلية، مما يثير تساؤلات حول تأثير هذا الصعود على السياسات الوطنية تجاه الهجرة في المستقبل.
وعلى الرغم من الجدل حول هذه السياسات، يبدو أن صعود الأحزاب اليمينية في أوروبا أصبح سمة بارزة، مما يهدد بتغيير التوجهات السياسية في العديد من الدول الأوروبية.
اقرأ أيضا: ألمانيا تُشدد مراقبة الحدود.. هل يهدد هذا مستقبل اتفاقية شنغن ؟
في فرنسا، تعزز فرص مارين لوبان، زعيمة اليمين المتطرف، في الانتخابات الرئاسية المقبلة بفعل تصعيد الخطاب المعادي للهجرة، مما يتيح لها استغلال المخاوف الشعبية بشأن الهجرة لتحقيق مكاسب سياسية.
وفي الوقت نفسه، يُتوقع أن تواصل الأحزاب اليمينية استفادتها من هذه الأزمات لصالح تعزيز مواقفها.
على الصعيد الأوروبي الأوسع، ساهم تخصيص مليارات الدولارات لدعم أوكرانيا في تراجع الدعم الشعبي للحكومات الأوروبية، مما يعزز المخاوف من تفكك الاتحاد الأوروبي في ظل الأزمات الاقتصادية المتلاحقة.