أخبار العرب في أوروبا-هولندا
أثارت قضية تعذيب ومعاملة سيئة تعرض لها أربعة أطفال، من بينهم أطفال سوريون، ضجة كبيرة في هولندا. حيث تم الكشف عن تفاصيل مروعة بشأن تعامل أسرة هولندية مع الأطفال في بلدية فلاردينغن قرب مدينة روتردام في شمال البلاد، مما أثار استنكارا واسعا في الأوساط المحلية.
بداية القضية
في مايو/أيار من العام الجاري، تم نقل طفلة هولندية تبلغ من العمر 10 سنوات إلى المستشفى بعد تعرضها لإصابات خطيرة.
ادعى والدها المتبني أنها سقطت على الدرج، لكن التحقيقات التي أجرتها الشرطة الهولندية كشفت عن تفاصيل مروعة تشير إلى تعذيب مستمر تعرضت له الطفلة على يد الأسرة الحاضنة.
إذ تبين أن الزوجين المتبنيين، جوني فان دن ب وديزي و، قد قاما بدفع الطفلة من أعلى الدرج وحبسها في قفص مكهرب.
تفاصيل مرعبة
بناءً على التحقيقات، تم اعتقال الزوجين بتهمة تعذيب الطفلة ومحاولة القتل غير العمد.
وخلال جلسة المحاكمة السابقة، تغيب “الأب” و”الأم” المتبنيان (جوني فان دن ب) و(ديزي و)، والبالغان من العمر 37 عاما.
وبحسب لائحة الاتهامات الموجهة إليهما، يشتبه في أن الزوجين حاولا القتل غير العمد والاعتداء الخطير على الطفلة.
ويُتهمان بأنهما قاما بحرمان شخص من الحرية والتسبب لشخص بحالة من العجز أو تركه بحالة من العجز.
وحاليا لا تستطيع الطفلة الجلوس أو المشي أو الوقوف بشكل مستقل، كما أن التحدث أو التواصل معها غير ممكن.
كما أشار المدعي العام إلى أن الطفلة ستظل بحاجة إلى رعاية دائمة مدى الحياة بسبب إصاباتها الخطيرة التي أثرت على قدرتها على المشي والتحدث.
التحقيقات كشفت أن الفتاة لم تكن الوحيدة التي تعرضت للإيذاء. فقد تبين أن الزوجين كانا قد استضافا أطفالا سوريين بعد أن فروا من وطنهم بسبب الحرب التي يشنها النظام السوري ضد معارضيه، حيث كانوا ضحايا لذات المعاملة القاسية.
بعد فترة من وصولهم، بدأ أحد الأطفال في التعبير عن رغبته في مغادرة المنزل، بينما استمر الشقيقان الآخران في العيش تحت الإيذاء لفترة أطول.
أطفال سوريون كانوا ضحايا للعنف والتعذيب
صحيفة “ذا تلغراف” الهولندية كشفت أن الأطفال السوريين الذين كانوا يقيمون مع الأسرة الحاضنة تعرضوا للضرب والحرمان من الطعام، وقد أُجبروا على النوم في ظروف قاسية جدا، بما في ذلك في بيت للكلاب.
كما تم استخدام أساليب تعذيب أخرى مثل إطفاء السجائر على أجسادهم.
تساؤلات عديدة أثيرت حول كيفية استمرار هذه الأسرة في رعاية الأطفال رغم الإبلاغ عن الانتهاكات من قبل جيرانهم وأولياء أمور الأطفال في نفس المدرسة.
وبالرغم من تلقي السلطات تحذيرات عن حالة الأطفال، لم يتم اتخاذ إجراءات فورية لحمايتهم.
كذلك، فقد تبين بحسب تقارير صحفية، أن الفتاة سبق أن أخبرت الناس بأنها تتعرض للإيذاء في المنزل.
كما نقلت تقارير صحفية عن العديد من سكان الحي وأولياء أمور أطفال في نفس المدرسة التي تدرس فيها الطفلة أنهم قاموا بإبلاغ عدة جهات بشأن صحة الفتاة، ومع ذلك لم يتم فعل أي شيء حيال ذلك.
وكانت الطفلة تتغيب كثيرا عن المدرسة، وكان سكان الحي يرونها بانتظام مصابة بجروح وكدمات.
إعلانات جنسية وممارسات غير قانونية
وبعدما تعمق التحقيق تم الكشف عن أن الزوجين كانا قد نشروا إعلانات على مواقع الإنترنت للخدمات الجنسية الجماعية، مما يثير مزيدا من القلق حول سلوكياتهم أثناء رعايتهم للأطفال.
اقرأ أيضا: وفاة الطفلة نور العراقية تثير الجدل مجددا حول ممارسات السوسيال السويدي
وبناءً على هذه المعلومات، ستخضع الأسرة لفحص نفسي شامل في مركز “بيتر بان” المتخصص في متابعة الجرائم النفسية والشرعية.
ويخضع الزوجان حاليا لمراقبة نفسية في مركز “بيتر بان” التابع لوزارة الأمن والعدل، حيث يتم فحص حالتهما النفسية وسلوكهما لتحديد ما إذا كان بإمكانهم تحمل المسؤولية القانونية عن أفعالهم.
ونظرا لقائمة الانتظار الطويلة في المركز، لن يتمكن الزوجان من الخضوع للمراقبة إلا في شهر فبراير/شباط المقبل.
وستستمر المراقبة لمدة تتراوح بين ستة إلى سبعة أسابيع، وعقب انتهائها سيتم إعداد تقرير مفصل عن التحقيقات.
وبالتالي، من المتوقع أن تكون نتائج المراقبة متاحة في موعد لا يتجاوز نهاية مايو/أيار أو بداية يونيو/حزيران من العام المقبل 2025.