أخبار العرب في أوروبا- سوريا
بعد سنوات من العيش في الخفاء، قرر المساعد أول فريد المذهان، المعروف بلقب “قيصر سوريا”، الكشف عن هويته الحقيقية والتحدث عن تجربته المروعة في فضح جرائم النظام السوري السابق.
فريد المذهان، الذي كان يشغل منصب رئيس قسم الأدلة القضائية في الشرطة العسكرية بدمشق وينحدر من مدينة درعا جنوب سوريا مهد الثورة السورية ضد النظام المخلوع، يعد من أبرز الأسماء التي ارتبطت بعملية تهريب وثائق وصور تُدين نظام الأسد في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، أبرزها تعذيب وقتل المعتقلين في سجونه.
في مقابلة تلفزيونية مع محطة الجزيرة القطرية مساء أمس الخميس، كشف “قيصر” عن التفاصيل القاسية التي عاشها أثناء جمعه الأدلة الوثائقية التي ضمنت شهادات مرعبة حول المعاملة الوحشية للمعتقلين في سوريا.
كما كشف عن عمليات تهريب الصور التي توثق عمليات التعذيب والقتل الجماعي في السجون، واصفاً مشاهد مروعة لعشرات الآلاف من الضحايا الذين قضوا تحت التعذيب، بينهم صور لمعتقلين تم قتلهم تحت التعذيب بشكل ممنهج.
المذهان كشف أيضاً عن الطرق التي استخدمها لتهريب الصور عبر الحدود والتفادي من التفتيش الأمني الذي كان يهدد حياته يومياً.
ومع مرور الوقت، تمكن من تهريب صور لضحايا يعانون من التعذيب الوحشي، ليصبح ذلك جزءاً من ملف “قيصر” الذي يتضمن أكثر من 55 ألف صورة توثق عمليات القتل والتعذيب داخل المعتقلات السورية.
وبفضل جهوده، تمكّن المجتمع الدولي من الاطلاع على هذه الأدلة المروعة، مما ساعد في تسليط الضوء على الجرائم التي ارتكبها النظام السوري بحق شعبه.
بطلاً وطنياً
وقد قوبلت شهادات “قيصر” بتفاعل واسع من قبل النشطاء السوريين الذين اعتبروا أن ما كشفه أعاد فتح أبواب سجن صيدنايا مرة أخرى أمام العالم.
وقد نُظمت حملات لتكريم المذهان واعتباره بطلًا وطنياً، مشيرين إلى أن جهوده يجب أن تكون جزءاً من الحراك الدولي من أجل محاسبة مرتكبي هذه الجرائم.
دليل لمحاكمة المجرمين
في وقت لاحق، تم استخدام تسريبات “قيصر” كدليل هام في محاكمة المسؤولين السوريين على جرائمهم، وتزامن ذلك مع إقرار الولايات المتحدة لقانون العقوبات المعروف بـ “قانون قيصر” الذي فرض عقوبات على أركان النظام السوري.
قيصر، الذي عمل بشكل سري لمدة 14 عاماً، اعتُبر “ثائراً بلا سلاح” و”شاهدًا أمام الله والإنسانية”، وقد منح العديد من السوريين الأمل بأن العدالة ستتحقق يوماً ما، رغم مرور السنوات على القمع الذي عانوه.
جدير بالذكر أنه واستناداً إلى تسريبات قيصر، احتضن مقر الأمم المتحدة معرضاً للصور المسربة شمل عرض 24 صورة من أصل قرابة 55 ألفا، لجثث ضحايا التعذيب.
كما حل قيصر بهويته القديمة ضيفاً على الكابيتول الأمريكي بالتزامن مع صدور قانون العقوبات الأمريكي دعته واشنطن “بقانون قيصر” تم بموجبه فرض عقوبات اقتصادية 39 كيان وشخصية من أركان النظام أولهم الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد وزوجته أسماء.
بينما طالب قيصر في حدثيه بعد الكشف عن هويته أمس واشنطن برفع عقوبات قيصر عن سوريا مع زوال مسببات إصدارها بعد سقوط الأسد.
