تقاريردول ومدن
أخر الأخبار

ارتفاع الهجمات ضد مراكز إيواء اللاجئين في ألمانيا: هل للمكاسب السياسية دور في ذلك؟

أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا

شهد عام 2024 تصاعدا في الهجمات على مراكز إيواء اللاجئين وطالبي اللجوء في ألمانيا، في ظل تزايد الهجمات ذات الطابع اليميني المتطرف بشكل عام.

هذا ما أكده تقرير حكومي ألماني صدر مطلع فبراير/شباط الجاري، مما يطرح تساؤلات حول الدور المحتمل لحزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف في هذه الظاهرة.

وأعلنت الشرطة الألمانية عن تسجيل 218 هجوما بدوافع سياسية على مراكز إيواء اللاجئين وطالبي اللجوء في عام 2024، والتي تشمل الهجمات المباشرة على المراكز أو الاعتداءات على الأشخاص داخلها.

ووفقا لوزارة الداخلية الألمانية، تم تصنيف 28 من هذه الهجمات على أنها “جرائم عنف”، وأسفرت عن إصابة 14 شخصا، بينهم طفل.

تراجع في الهجمات خارج مراكز الإيواء

على الرغم من الزيادة في الهجمات على مراكز الإيواء، فقد شهدت الهجمات السياسية ضد المهاجرين واللاجئين خارج هذه المراكز انخفاضا مقارنة بالعام السابق.

في عام 2024، تم تسجيل 1,905 هجوما من هذا النوع، بما في ذلك 237 هجوما عنيفا، مقارنة بـ 2405 هجمات في العام 2023.

لكن، تشير البيانات الأولية إلى أن العدد قد يرتفع في المستقبل بسبب تأخر إرسال تقارير الشرطة لبعض المناطق.

الهجمات ضد المساجد

لم تقتصر الهجمات على مراكز إيواء اللاجئين فقط، بل زادت أيضا الجرائم ذات الطابع العنصري ضد المساجد في ألمانيا.

وتم تسجيل العديد من التهديدات بوجود قنابل وأعمال تخريب ضد مساجد في مختلف أنحاء البلاد، مما اعتبره مجلس التنسيق بين المسلمين في ألمانيا بمثابة “رسائل كراهية” ضد المجتمع الإسلامي.

وأشار المجلس إلى أن الوضع يزداد خطورة بسبب “الجدل الشعبوي المتزايد حول الهجرة”.

قلق في صفوف حزب اليسار

تعكس كلارا بونغر، النائبة عن حزب اليسار والمتحدثة باسم شؤون الهجرة، القلق الشديد بشأن تصاعد هذه الهجمات.

وأكدت على أن اللاجئين الذين جاءوا إلى ألمانيا بحثا عن الأمان يواجهون “هجمات عنصرية وعنفا”، مشيرة إلى ضرورة عدم قبول هذه الجرائم كأمر طبيعي أو معتاد.

تزايد الجرائم ذات الطابع اليميني المتطرف

تسجل ألمانيا أيضا زيادة كبيرة في الجرائم المرتكبة من قبل المتطرفين اليمينيين. في عام 2024، تم تسجيل ما يقرب من 33,963 جريمة ذات طابع يميني متطرف، بزيادة تصل إلى 17% مقارنة بالعام السابق.

ويُعتبر ذلك مؤشرا على تصاعد العنف السياسي والنشاط المتطرف في البلاد.

هل هناك علاقة بين المكاسب السياسية والجرائم؟

تربط وزارة الداخلية الزيادة في الجرائم عام 2024 بالانتخابات الإقليمية التي شهدتها ألمانيا، والتي أسفرت عن مكاسب كبيرة لحزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني، الذي يعارض الهجرة. حيث سجلت الشرطة ما يصل إلى 1,136 جريمة يمينية متطرفة تصنف ضمن “الجرائم العنيفة”، مع التركيز على الاعتداءات الجسدية، وعمليات الحرق العمد، إضافة إلى الاعتداءات الأخرى التي تتضمن تهديدات وإلحاق الضرر بالممتلكات.

دعوات لتشديد العقوبات

تدعو مارتينا رينر، العضوة في حزب اليسار والمتخصصة في شؤون التطرف اليميني، إلى فرض عقوبات أشد على مرتكبي هذه الجرائم.

وتعتبر أن تصاعد هذه الجرائم مرتبط بتنامي نفوذ الأجنحة الأكثر تطرفا داخل حزب “البديل من أجل ألمانيا”.

كما ترى أنه من الضروري أن تتخذ السلطات تدابير صارمة لمواجهة هذه الظاهرة قبل أن تتحول إلى أمر “معتاد”، مثلما كان الحال في فترة ما بعد سقوط جدار برلين.

في النهاية فإن التقارير الأخيرة تشير إلى أن ألمانيا تواجه تصاعدا في الهجمات على اللاجئين والمهاجرين، بما في ذلك الهجمات على مراكز الإيواء والمساجد، في ظل زيادة النشاط اليميني المتطرف.

ويرى البعض أن هذا التصاعد قد يرتبط بمكاسب سياسية حققها حزب “البديل من أجل ألمانيا”، بينما يطالب آخرون بتشديد الإجراءات والعقوبات ضد هذه الظواهر المتطرفة.



اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى