![](https://arab-europe.net/wp-content/uploads/2025/02/1900.jpg)
أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا
تجري السلطات الألمانية تحقيقات مكثفة بشأن تحليق مُسيّرات مجهولة المصدر فوق إحدى المنشآت العسكرية شمال البلاد خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وفقا لما أكدته متحدثة باسم الجيش الألماني لوكالة الصحافة الفرنسية، اليوم الأحد.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “سودويتشه تسايتونغ” الألمانية، تم تسجيل ست حوادث منفصلة لتحليق مُسيّرات مجهولة بين 9 و29 يناير/كانون الثاني الماضي في ثكنة تابعة لسلاح الجو الألماني في مدينة شفيسينغ، الواقعة بالقرب من الحدود الدنماركية.
ويعد الموقع المستهدف مركزا رئيسيا للتدريب على الصواريخ المضادة للطائرات، ويضم أيضا جنودا أوكرانيين يتلقون تدريبات متقدمة على استخدام أنظمة الدفاع الجوي باتريوت، التي قدمتها ألمانيا لكييف لتعزيز قدراتها في التصدي للقصف الروسي المستمر.
ورغم إحالة القضية إلى الشرطة الجنائية في ولاية شليسفيغ هولشتاين، لم يتم حتى الآن استنتاج وجود محاولة تجسس بشكل مباشر.
مع ذلك، أعربت المتحدثة باسم الجيش عن القلق إزاء الارتفاع الملحوظ في عدد البلاغات المتعلقة برصد مُسيّرات مجهولة بالقرب من منشآت عسكرية، مشيرة إلى أن هذه الطائرات مُتاحة تجاريا، مما يجعل من الصعب التمييز بين الاستخدامات العشوائية ومحاولات التجسس الفعلية.
وفي ظل تصاعد هذه الحوادث، قررت الحكومة الألمانية في منتصف يناير/كانون الثاني السماح للجيش بإسقاط المُسيّرات المشبوهة، وهي خطوة لم تُقرَّ رسميا من قبل البرلمان بعد.
وتأتي هذه الإجراءات في إطار تعزيز الأمن القومي، لا سيما في ظل تزايد التوترات الجيوسياسية والحرب الهجينة التي يُعتقد أن روسيا تشنها ضد الدول الغربية.
كما تأتي هذه الحوادث في وقت حساس بالنسبة لألمانيا، التي أصبحت أحد أكبر المزوّدين العسكريين لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة، الأمر الذي أثار غضب الكرملين.
كما شهدت الأشهر الأخيرة هجمات غامضة استهدفت كابلات الطاقة والاتصالات في أعماق بحر البلطيق، حيث حمل خبراء ومسؤولون ألمان روسيا المسؤولية عنها، وهو ما نفته موسكو بشدة.
وتظل التحقيقات الألمانية جارية لكشف ملابسات تحليق هذه المُسيّرات، وسط مخاوف متزايدة من أن تكون هذه الحوادث جزءا من حملة تجسس أو عمليات استطلاع غير مشروعة تستهدف البنية التحتية العسكرية الحيوية في البلاد.