
أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا
فتحت مراكز الاقتراع أبوابها، صباح الأحد، في ألمانيا، حيث يتوجه أكثر من 59 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم في انتخابات تشريعية مبكرة، جاءت عقب انهيار ائتلاف المستشار الاشتراكي أولاف شولتس في أواخر عام 2024.
وتُظهر استطلاعات الرأي تصدر المحافظين بقيادة فريدريش ميرتس، بينما يحقق اليمين المتطرف ممثلًا بحزب “البديل من أجل ألمانيا” نتائج قياسية.
صراع سياسي وسط اضطرابات دولية
تأتي هذه الانتخابات في ظل تحديات اقتصادية وأمنية تواجهها ألمانيا، أبرزها التباطؤ الاقتصادي، والتوترات مع واشنطن بشأن سياسات تجارية، إلى جانب الشكوك حول التزام الولايات المتحدة بحماية أوروبا أمنيا بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
يُنظر إلى هذه الانتخابات على أنها اختبار لمستقبل ألمانيا في ظل الضبابية السياسية التي تحيط بالقارة الأوروبية، إذ تواجه برلين تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا، بما في ذلك أزمة الطاقة واستقبال أكثر من مليون لاجئ أوكراني.
المحافظون في المقدمة
وتشير التوقعات إلى فوز المحافظين بقيادة فريدريش ميرتس بنسبة تقارب 30% من الأصوات، مما يجعله الأوفر حظًا لتولي منصب المستشار الجديد، خلفا لأولاف شولتس.
في المقابل، من المتوقع أن يحصل حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف و المعروف بمواقفه المناهضة للهجرة والمؤيد لروسيا، على 20% من الأصوات، وهي أعلى نسبة يحققها الحزب في تاريخه، ما يجعله لاعبا رئيسيا في تشكيل المشهد السياسي القادم.
وفرض الحزب المتطرف أجندته بقوة على الحملة الانتخابية، مستغلا موجة من الاعتداءات التي شهدتها البلاد مؤخرا، كان آخرها حادث طعن سائح إسباني في برلين على يد شاب سوري، قال القضاء إنه كان يستهدف “قتل يهود”.
كما حظي الحزب أيضا بدعم شخصيات بارزة من التيار الشعبوي العالمي، مثل مستشار ترامب السابق إيلون ماسك، الذي نشر على منصته “إكس” دعما صريحا لزعيمته أليس فايدل.
مسار صعب لتشكيل الحكومة
في ظل النظام البرلماني الألماني، قد تستغرق مفاوضات تشكيل الحكومة أسابيع أو حتى أشهر.
ويبدو أن المحافظين، رغم استبعادهم رسميا للتحالف مع حزب “البديل”، قد يجدون أنفسهم مضطرين للبحث عن شركاء جدد لضمان غالبية برلمانية.
وتشير التوقعات إلى أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي قد يحصل على 15% فقط من الأصوات، وهي أدنى نتيجة له منذ الحرب العالمية الثانية، ما قد يعني نهاية الحياة السياسية لأولاف شولتس.
وفي هذا السياق، أعرب فريدريش ميرتس عن أمله في تشكيل الحكومة بحلول عيد الفصح في أبريل/نيسان المقبل، لكن تحقيق ذلك قد يكون معقدا، خصوصا إذا احتاج الحزبان الكبيران إلى شريك ثالث لضمان الأغلبية البرلمانية.
ومع استمرار التصويت، تبقى ألمانيا أمام مفترق طرق سياسي، حيث قد تحدد نتائج هذه الانتخابات شكل السياسات الداخلية والخارجية للبلاد في السنوات القادمة، وسط تصاعد القومية اليمينية والتحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجهها أوروبا.