
أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا
حل شهر رمضان في ألمانيا هذا العام ليضفي أجواءً روحانية مميزة، تجمع بين التقاليد الإسلامية العريقة والتنوع الثقافي الفريد.
في هذا البلد الذي يحتضن ملايين المسلمين من مختلف الجنسيات، يتحول رمضان إلى تجربة جماعية تتجاوز حدود الأديان واللغات، فتزدحم المساجد في برلين وكولونيا وميونيخ بالمصلين من العرب، الأتراك، والأفارقة، الذين يلتقون لأداء صلاة التراويح في مشهد يعكس وحدة الإيمان بين مختلف الثقافات.
المسلمون في ألمانيا يتكيفون مع تحديات الشهر الفضيل بطرق مبتكرة، حيث تحضر العائلات وجبات سحور خفيفة تعكس تنوع الأذواق.
ففي حين تظل التقاليد الرمضانية مثل التمر والشوربة حاضرة بقوة على الموائد، تجد أن الأطباق الأوروبية كـ “الشنيتزل” أو الخبز الألماني قد تكون جزءا من الإفطار، مما يضيف نكهة محلية خاصة.
كما تبرز مظاهر رمضان في الفعاليات المجتمعية، مثل موائد الإفطار الجماعية التي تقام في المساجد والمراكز الثقافية، حيث يجتمع المسلمون مع جيرانهم وأصدقائهم، بما في ذلك غير المسلمين، في لحظات من المشاركة والاحتفال.
تتعدد التحديات في رمضان بألمانيا، خاصة مع ساعات الصيام الطويلة التي قد تمتد لـ 13 ساعة في شهر مارس 2025، وهو ما يتطلب مرونة في التكيف مع الروتين اليومي.
ومع ذلك، يظل شهر رمضان في ألمانيا مناسبة للتضامن والتواصل بين الثقافات، حيث يجد المسلمون طرقا للتكيف مع بيئتهم الجديدة، مع الحفاظ على هويتهم الإسلامية.
ورغم غياب بعض المظاهر التقليدية مثل أسواق رمضان والمسلسلات، تظل الروحانية والدفء الإنساني سمة بارزة، مما يجعل رمضان في ألمانيا تجربة لا تُنسى، تعكس قدرة المسلمين على التكيف مع تحديات الحياة في مجتمع متعدد الثقافات، بينما يظلون مرتبطين بجذورهم الدينية والروحانية.