
أخبار العرب في أوروبا-بريطانيا
كشفت بيانات رسمية عن عبور أكثر من 5000 مهاجر القنال الإنجليزي” بحر المانش” إلى بريطانيا منذ بداية العام الجاري 2025، على متن 91 قاربا، في تصعيد ملحوظ لأزمة الهجرة عبر القنال.
وبحسب تقرير نشرته اليوم الأحد صحيفة “ذا صن” البريطانية، فقد تم اعتراض 341 شخصا يوم الخميس الماضي أثناء محاولتهم العبور في ستة قوارب مطاطية بالقرب من مضيق دوفر، في وقت شهدت فيه محاولات العبور هذا الشهر زيادة كبيرة حيث وصل 2966 مهاجرا منذ بداية مارس /آذار الجاري، مستغلين تحسن الأحوال الجوية التي تسهل عمليات التهريب.
وفي إطار الجهود لمكافحة هذه الظاهرة، وقعت بريطانيا وفرنسا اتفاقية “خارطة طريق” لتعزيز التعاون بين البلدين في مكافحة تهريب المهاجرين عبر القنال الإنجليزي.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية: “نحن جميعا نريد إنهاء هذه العمليات الخطيرة التي تهدد الأرواح وتزعزع أمن الحدود. عصابات التهريب لا تعنيهم حياة الناس بقدر ما يهمهم المال الذي يتقاضونه.”
من جهة أخرى، اتهم وزير الداخلية في حكومة الظل، كريس فيلب، الحكومة البريطانية بأنها فقدت السيطرة على الحدود، منتقدا الإجراءات المتخذة لمواجهة هذه الأزمة، مشيرا إلى أن إلغاء مخطط رواندا كان “خطأ فادحا”.
وأضاف أن حكومة العمال تفتقر إلى الإرادة السياسية لاتخاذ خطوات حاسمة ضد الهجرة غير الشرعية، ويقتصر اهتمامهم على “إرضاء محامي حقوق الإنسان”.
في الوقت نفسه، جاء تقرير الأمم المتحدة ليكشف أن عام 2024 كان الأكثر دموية على الإطلاق للمهاجرين، حيث لقي حوالي 9000 شخص مصرعهم خلال محاولاتهم للعبور إلى بلدان جديدة حول العالم، لاسيما إلى أوروبا.
يشار إلى أن بحر المانش يُعد وجهة خطرة للمهاجرين الذين غالبا ما يستخدمون قوارب مطاطية صغيرة لعبور الممر المائي على أمل الوصول إلى بريطانيا بحثا عن حياة أفضل.
لكن هذا الطريق يحمل مخاطر كبيرة، حيث فقد العديد من المهاجرين حياتهم بسبب طبيعة المضيق المزدحم بالسفن الكبيرة والتي تزيد من صعوبة العبور.
كذلك، فإن المهاجرين الذين يستخدمون القوارب المطاطية المزدحمة التي غالبا ما تكون غير مزودة بسترات نجاةـ مما يزيد من احتمالية وقوع حوادث مميتة.
ورغم هذه المخاطر، يواصل المهاجرون السعي للوصول إلى بريطانيا يوميا. ومع ذلك، تُعرقل محاولاتهم بانتظارهم في مخيمات عشوائية في شمال فرنسا، حيث يعانون من أوضاع معيشية قاسية تشمل نقص الغذاء والمياه، إلى جانب التعرض للظروف الجوية الصعبة، مما يجعل رحلتهم محفوفة بالمآسي قبل الوصول إلى هدفهم.
وبحسب البيانات الرسمية، فقد وصل حوالي 36,816 مهاجرا إلى المملكة المتحدة عبر القنال الإنجليزي في عام 2024، بزيادة قدرها 25% مقارنة بـ29,437 مهاجرا في عام 2023.
هذا الرقم أقل من الرقم القياسي المسجل في عام 2022، حيث وصل 45,774 مهاجرا.
وتُظهر البيانات أن عام 2024 شهد ارتفاعا في عدد وفيات المهاجرين على هذا الطريق مقارنة بالعام السابق، مع تسجيل 77 حالة وفاة، مما يجعلها السنة الأكثر دموية منذ بدء عمليات العبور في عام 2018