تقاريردول ومدن
أخر الأخبار

الاحتجاجات الإسبانية تتصاعد في ظل أزمة السكن التي تعصف بالعديد من المدن

أخبار العرب في أوروبا-إسبانيا

تواجه إسبانيا موجة من الاحتجاجات الشعبية التي تصاعدت مؤخرا بسبب أزمة السكن المتفاقمة، حيث تظاهر المواطنون أمس السبت في مختلف أنحاء البلاد مطالبين بحلول فورية وعملية.

هذه التحركات، التي اتخذت طابعا واسع النطاق، بدأت في جزر الكناري في أبريل 2023، حيث طالب السكان بنموذج سياحي “مستدام” يحد من الآثار السلبية التي تسببت بها السياحة الجماعية والمضاربة العقارية.

مع مرور الوقت، انضمّت مدن أخرى مثل ملقة، ومدريد، وبرشلونة، وفالنسيا، لتتسع رقعة الاحتجاجات في جميع أنحاء إسبانيا.

تتحد هذه الحركة الشعبية تحت شعار واحد: المطالبة بحل عاجل لأزمة السكن التي تجتاح البلاد، والتي تمثل تهديدا حقيقيا لحق السكان في سكن لائق وميسور التكلفة.

ويعكس ذلك، كما يقول المنظمون، تحولا في أسلوب الاحتجاجات؛ فلم يعد الأمر مقتصرا على المطالبة بتغيير السياسات، بل أصبح هناك تنظيم محكم وخطة واضحة لمواجهة “الريعية” التي تستفيد من الوضع الحالي.

وكان السبت ( 5 أبريل/نيسان) يمثل نقلة نوعية في مسار هذه الاحتجاجات، حيث تم تنظيم مظاهرات في نفس الوقت في عدة مدن إسبانية لتسليط الضوء على الأزمة وحشد الدعم الشعبي.

تتضمن مطالب الحركة الشعبية مجموعة من الإجراءات التي يرونها ضرورية للحد من الأزمة، مثل تخفيض فوري في أسعار الإيجارات بنسبة تصل إلى 50%، واسترداد جميع المنازل الشاغرة لتسخيرها في خدمة السكان المحليين، إلى جانب إلغاء شرعية الشركات التي تشارك في عمليات الإخلاء القسري.

كما يطالب المتظاهرون بفرض حظر على الإخلاء الكامل للأسر الضعيفة لضمان عدم تشردها، بالإضافة إلى إيقاف التوسع غير المنضبط في الشقق السياحية الذي يفاقم الأزمة ويؤدي إلى ارتفاع الإيجارات بشكل غير معقول.

وفي الوقت الذي ترتفع فيه أسعار الإيجارات في بعض المدن بشكل مقلق، حيث تجاوزت نسبة الزيادة 18% في العامين الماضيين، يعبر المحتجون عن استيائهم من أن المناطق السياحية مثل إيبيزا تشهد زيادات ضخمة تصل إلى أكثر من 100% من متوسط دخل السكان المحليين، مما يجعل السكن رفاهية بعيدة المنال للكثير من العائلات.

وفي كاسيريس، سجلت الإيجارات زيادة بنسبة 27% خلال العام الماضي، مما يعكس حالة من الضغط المتزايد على المواطنين.

ويرى العديد من المشاركين في هذه الاحتجاجات أن الأزمة تعود إلى نمط السياحة غير المنضبط والمضاربة العقارية التي حولت المدن إلى سلعة قابلة للبيع، مما دفع السكان المحليين إلى مغادرتها بسبب غلاء الأسعار.

وقد أشار اتحاد المستأجرين في تينيريفي إلى أن “السكن أصبح رفاهية يعجز عنها عدد كبير من العائلات”، وهو ما يعكس بوضوح تفاقم الوضع في بعض المناطق مثل جزر الكناري وجزر البليار.

وشهدت العديد من المناطق استعدادات رمزية لهذه المظاهرات، حيث تم تغيير أسماء بعض محطات المترو في مدريد لتبني عبارات تعبيرية عن معاناة المواطنين مثل “كازا ديل بانكو” و”إمبارغادوريس”، فيما امتزجت المنحوتات الفنية مع الملصقات واللافتات في لاس بالماس دي غران كناريا لتوعية الجمهور بالحاجة إلى حلول جذرية وسريعة.

يعتبر المنظمون أن مظاهرات الخامس من أبريل/نيسان تشكل نقطة تحول في النضال من أجل الحق في سكن لائق وميسور التكلفة في إسبانيا، وهي بداية مرحلة جديدة من الاحتجاجات المنظمة التي ستواصل الضغط على الحكومة لتحقيق مطالبها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى