أخبار العرب في أوروبا-اقتصاد
أظهر مسح حديث للبنك المركزي الأوروبي، اليوم الثلاثاء، أن توقعات التضخم لدى المستهلكين في منطقة اليورو قد شهدت زيادة ملحوظة في مارس/آذار 2025، حيث رفع المستهلكون تقديراتهم للتضخم في السنوات المقبلة.
جاء هذا الارتفاع في توقعات التضخم بالتزامن مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وبقية دول العالم، حيث فرضت واشنطن رسوما جمركية على معظم الدول، مما أثار مخاوف من تأثير ذلك على النمو الاقتصادي العالمي.
ووفقا للبيانات التي أوردها البنك المركزي الأوروبي، فقد ارتفع معدل التضخم المتوقع خلال الاثني عشر شهرا القادمة إلى 2.9%، وهو ما يعكس زيادة مقارنةً بنسبة 2.6% التي تم تسجيلها في استطلاع الشهر الماضي.
كما أن توقعات التضخم للسنوات الثلاث المقبلة ارتفعت من 2.4% إلى 2.5%.
هذا الارتفاع في التوقعات قد يكون مقلقا للبنك المركزي الأوروبي، حيث يُعتبر التضخم المتزايد مؤشرا على زيادة ضغوط الأسعار في الأسواق.
لكن التوقعات الاقتصادية في المنطقة شهدت تحولا كبيرا في أعقاب فرض الرسوم الجمركية الأمريكية، وهو ما غير بشكل جذري الصورة الاقتصادية العالمية.
ويعتقد الخبراء أن هذه التطورات قد تؤثر في النمو الاقتصادي بشكل عام، بما في ذلك تحركات اليورو وأسعار الطاقة.
كما يُتوقع أن يؤدي ضعف النمو الاقتصادي إلى الحد من زيادة الأسعار بشكل كبير.
على الرغم من هذه التوقعات، يلاحظ الخبراء أن الصين، التي تواجه صعوبات في الوصول إلى السوق الأمريكية بسبب الرسوم الجمركية، قد تبدأ في تصدير مزيد من البضائع الرخيصة إلى أوروبا، مما قد يساهم في خفض التضخم في المنطقة.
تزامن هذا الارتفاع في توقعات التضخم مع خفض البنك المركزي الأوروبي لأسعار الفائدة في أبريل/نيسان الجاري، وهو ما يعكس قلقا متزايدا بشأن ضعف النمو الاقتصادي في المنطقة.
أيضا، فإن بعض صناع السياسات في البنك المركزي الأوروبي يشيرون إلى أن معدل التضخم قد لا يصل إلى الهدف الذي حدده البنك عند 2%.
