
أخبار العرب في أوروبا-صربيا
لقي مهاجر مصرعه برصاص الشرطة الصربية في حادثة دامية وقعت قرب الحدود مع كرواتيا، ضمن “عملية أمنية” نفذتها السلطات الصربية للحد من تحركات المهاجرين غير النظاميين على طريق البلقان، بحسب ما أعلنته وزارة الداخلية الصربية يوم الجمعة الماضي 23 مايو/أيار 2025.
وأوضحت الوزارة في بيان رسمي أن الحادث وقع بالقرب من مخيم مؤقت في شمال غرب البلاد، بين مدينة “سيد” والحدود الكرواتية، حيث تعرضت قوة أمنية لإطلاق نار من قبل مجموعة من المهاجرين أثناء تنفيذ عملية لتعزيز السيطرة على تحركاتهم في المنطقة.
وأسفر تبادل إطلاق النار عن مقتل أحد المهاجرين وإلقاء القبض على أربعة آخرين في عين المكان، فيما لاذ عدد من الأشخاص بالفرار.
تفشي تهريب البشر وتشكيل مجموعات مسلحة
الهجوم يعكس تصاعد التوتر على طريق البلقان، الذي يعبره سنويا عشرات الآلاف من المهاجرين القادمين من دول آسيا وأفريقيا في محاولة للوصول إلى أوروبا الغربية.
وتشير تقارير أمنية من صربيا والبوسنة إلى تنامي ظاهرة تشكيل “مجموعات إجرامية منظمة” مكونة من مهاجرين، تقوم بإنشاء معسكرات غير قانونية على الحدود بين البلدين، وتنشط في تهريب البشر عبر شبكات منظمة.
أرقام ومؤشرات
بحسب بيانات وزارة الداخلية الصربية، سجل عام 2024 إقامة نحو 19,483 مهاجرا في مراكز الاستقبال واللجوء المنتشرة في البلاد، ما يمثل انخفاضا حادا بنسبة 82% مقارنة بعام 2023، الذي شهد تسجيل 108 آلاف مهاجر عبر صربيا ضمن طريق البلقان.
وأفادت مفوضية اللاجئين والهجرة بأن أبرز الجنسيات التي تمثل المهاجرين في صربيا عام 2024 جاءت من سوريا (38.19%)، تليها أفغانستان (19.93%)، ثم تركيا (11.95%)، والمغرب (6.55%)، والعراق (3.44%).
انخفاض في أعداد العابرين
في السياق ذاته، أصدرت وكالة حرس الحدود الأوروبية “فرونتكس” في مارس/آذار الماضي تقريرا يُظهر تراجعا ملحوظا في عدد حالات العبور غير النظامي إلى الاتحاد الأوروبي خلال شهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط 2025، إذ سُجلت نحو 25 ألف حالة فقط، بانخفاض نسبته 25% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وبشكل خاص على طريق البلقان، أشارت “فرونتكس” إلى تسجيل 1400 حالة عبور فقط في أول شهرين من عام 2025، وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 64% مقارنة بنفس الفترة من عام 2024.
اتفاقيات لمكافحة التهريب
وفي محاولة للحد من تهريب البشر، وقّعت بريطانيا وصربيا خلال الأشهر الماضية عدة اتفاقيات جديدة لتعزيز التعاون الأمني ومكافحة شبكات التهريب على طريق البلقان، الذي يظل نقطة ساخنة في ملف الهجرة غير النظامية إلى أوروبا.
وتواصل السلطات الصربية اتخاذ إجراءات أمنية صارمة للسيطرة على الممرات الحدودية وملاحقة شبكات التهريب، في وقت تزداد فيه الضغوط الأوروبية على دول العبور لاحتواء تدفقات المهاجرين ومنع تكرار المآسي الإنسانية التي ترافق هذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر.