عودة مرض الزهري في بريطانيا بمعدلات قياسية تثير قلق السلطات الصحية

أخبار العرب في أوروبا-بريطانيا
شهدت بريطانيا ارتفاعا غير مسبوق في حالات الإصابة بمرض الزهري خلال الفترة الأخيرة، مسجلة أعلى معدلات منذ عام 1948، حيث بلغ عدد الحالات المسجلة 9,535 إصابة في عام 2024، بزيادة 1.7% مقارنة بالعام السابق، وفقا لوكالة الأمن الصحي البريطانية.
كان الزهري، المعروف تاريخيا بـ”المرض الفرنسي”، من الأمراض المنتشرة والخطيرة في العصور الفيكتورية، حيث كان يسبب مضاعفات صحية جسيمة منها تلف الأعضاء الحيوية والجنون، ويُعتبر من الأمراض المنقولة جنسيا الأكثر تهديدا.
والآن، عاد هذا المرض ليشكل تحديا صحيا جديدا في العصر الحديث، ما أثار تحذيرات الجهات الصحية من انتشار سريع وتأثيرات مدمرة محتملة.
أعلى معدلات الإصابة سجلت في منطقة لامبيث بجنوب لندن بمعدل 138 حالة لكل 100,000 شخص، تلتها مناطق أخرى في العاصمة مثل ويستمنستر وساوثوورك.
على المستوى الوطني، بلغ متوسط الإصابة 16.5 حالة لكل 100,000 نسمة، مع ارتفاع ملحوظ بنسبة 23.8% بين الرجال المغايرين جنسيا، بينما لا تزال الفئة الأكثر تأثرا هي الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال، مع تسجيل 6,330 حالة.
يشير الأطباء إلى أن المرض يبدأ بظهور تقرحات صغيرة في المناطق التناسلية أو الفم أو الشرج، وإذا تُرك دون علاج، فإنه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تشمل القلب، والدماغ، والجهاز العصبي، مما قد يهدد حياة المصابين في مراحل متقدمة.
إلى جانب الزهري، تثير حالات السيلان المقاومة للمضادات الحيوية قلقا متزايدا في بريطانيا، حيث تم رصد 14 حالة من السلالات المقاومة حتى مايو/أيار المنصرم، منها 6 حالات شديدة المقاومة للعلاجات التقليدية، ويرتبط العديد منها بالسفر إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ودعا الخبراء، وعلى رأسهم الدكتور هاميش محمد، المواطنين إلى الالتزام بممارسات الجنس الآمن وإجراء الفحوصات الدورية حتى عند عدم ظهور أعراض، مؤكدين أن العدوى المنقولة جنسيا قد تؤثر بشكل خطير على صحة الأفراد وشركائهم، خصوصا إذا كانت مقاومة للعلاج.
من جهته، نبه الاتحاد المحلي للحكومات إلى أن خدمات الصحة الجنسية تعاني من ضغوط غير مسبوقة، وحذر من أن نقص الاستثمار قد يؤدي إلى صعوبات متزايدة في الحصول على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب.
في محاولة للحد من انتشار الأمراض المنقولة جنسيا، أعلنت هيئة الخدمات الصحية البريطانية إطلاق أول لقاح في العالم ضد مرض السيلان، ما يمثل خطوة مهمة في مكافحة هذه التحديات الصحية المتزايدة.