أخبار
أخر الأخبار

السلطات الفرنسية تُخلي مخيما للمهاجرين في شمال باريس وسط انتقادات لحالة الاستقبال

أخبار العرب في أوروبا-فرنسا

نفذت السلطات الفرنسية أمس الأول الأربعاء عملية إخلاء واسعة لمخيم للمهاجرين يقع في شمال العاصمة باريس، قرب ضفاف قناة سان دوني، حيث كان يقطن فيه عدد كبير من القصر الأجانب غير المصحوبين بذويهم، الذين يسعون للحصول على اعتراف قانوني بوضعهم كقاصرين.

وبدأت العملية في السابعة صباحا، حيث بدأ المهاجرون الشباب بجمع متعلقاتهم داخل أكياس قمامة تحمل شعار بلدية باريس، استعدادا لمغادرة المكان الذي كان قائما منذ نحو ثلاثة أشهر.

وأكد بول ألوزي، المتحدث باسم منظمة “أطباء العالم” التي تابعت الحدث، أن المخيم كان يحتوي على نحو 200 خيمة، منها حوالي 80% مخصصة للقصر غير المصحوبين، بينما كان باقي المخيم يضم راشدين ولاجئين من جنسيات متنوعة، من بينها أفغان قدموا من مخيمات أخرى على أمل الحصول على مكان داخل مراكز الاستقبال الرسمية.

وأشار ألوزي إلى أن ظروف الحياة في المخيم كانت صعبة للغاية، خاصة مع قربه من أحد أشهر مواقع تعاطي المخدرات الصلبة في باريس، ما زاد من هشاشة وضع هؤلاء القصر الذين يعيشون في بيئة قاسية.

وأضاف أن هؤلاء الشباب يواجهون واقعا عنيفا في الشوارع، ما يجعل معاناتهم مضاعفة.

وفي تصريحات أخرى، وصف لوك فيجر، رئيس وحدة القصر غير المصحوبين بذويهم في جمعية “يوتوبيا 56″، عملية الإخلاء بأنها تمت بسلاسة نسبيا، مع بعض الحوادث البسيطة التي تخللها استيقاظ بعض النائمين بعنف.

من جانبه، ذكر بابتيست رولان، محافظ منطقة “إيل دو فرانس”، أن السلطات وفرت حافلتين لإجلاء الراغبين إلى ملاجئ إقليمية، مع توفير أماكن مخصصة للمتعاطين للمخدرات.

مع ذلك، لم يستقلّ أغلب المهاجرين الحافلات، لكونهم يرفضون مغادرة منطقة باريس التي ينتظر فيها كثير منهم مواعيد محاكمتهم أو يرغبون في البقاء بالقرب من شبكات الدعم الخاصة بهم.

ولفت بول ألوزي إلى أن مراكز الاستقبال الحالية ليست مجهزة بشكل خاص للقصر غير المصحوبين، وأنها لا تشكل حلا حقيقيا للأزمة، مشددا على الحاجة إلى إصلاح جذري في نظام استقبال المهاجرين في فرنسا، بدلا من مجرد نقلهم من مكان إلى آخر.

وتطرق المتحدث إلى الصعوبات التي تواجه المهاجرين الراشدين في البقاء بمنطقة باريس، مشيرا إلى أن قوانين الإقامة تفرض عليهم مغادرة العاصمة إلى مناطق أخرى، حتى وإن وجدوا عملا أو استقرارا نسبيا هناك، ما يزيد من هشاشة وضعهم الاجتماعي والاقتصادي.

وبدوره، أكد ماهيبلال، لاجئ أفغاني يحظى بالحماية في فرنسا، أنه لم يستقل أي حافلة صباح يوم الإخلاء لعدم وجود بديل سكني، معبّرا عن عزمه العودة إلى الموقع مساءً.

جدير بالذكر أن الجمعيات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني في فرنسا تُدين منذ سنوات سياسة السلطات في منع تشكّل مخيمات للمهاجرين في البلاد، معتبرة أن هذه السياسات تؤدي إلى تهميش اللاجئين وإخفائهم عن الأنظار، مما يصعّب متابعة أوضاعهم وتقديم الدعم لهم، خاصة للفئات الأكثر ضعفًا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى