أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا
أعلنت السلطات الألمانية عن تفكيك شبكة دولية معقدة للاتجار بالبشر، كانت تنقل مئات المهاجرين عبر أوروبا في ظروف شديدة الخطورة، عرّضت حياتهم للخطر مقابل مكاسب مالية ضخمة.
وأوضحت الشرطة الألمانية في مدينة باساو، والنيابة العامة في لاندسهوت، يوم الثلاثاء الماضي (24 يونوي/حزيران 2025) أن الشبكة كانت تنشط انطلاقا من العاصمة المجرية بودابست، وتمكنت من تنفيذ 31 عملية تهريب أدخلت خلالها أكثر من 470 شخصا إلى الأراضي الألمانية، وذلك في فترات متفرقة.
وأشارت السلطات إلى أن كثيرا من هذه العمليات جرت في ظروف قاسية، بعضها اقترب من التسبب بكوارث إنسانية.
وأكدت أنه في إحدى الحالات الصادمة، تم اكتشاف 36 مهاجرا محتجزين داخل شاحنة مغلقة، ظلوا لساعات طويلة دون تهوية كافية أو مياه، مما وصفته الشرطة بأنه “انتهاك صارخ للكرامة الإنسانية” و”جريمة لا تُغتفر”.
وقال متحدث باسم الشرطة إن هذه الشبكة كانت تعمل بأساليب احترافية على مستوى دولي، غير آبهة بالخطر الذي يتعرض له البشر الذين تهربهم.
وأضاف المتحدث: “كنا أمام شبكة منظمة تتعامل مع البشر كسلع، ولا تتردد في تعريضهم للموت البطيء مقابل أرباح ضخمة.”
وقادت التحقيقات التي استمرت عدة أشهر إلى تحديد هوية زعيم الشبكة، الذي تم توقيفه في العاصمة المجرية بودابست في يناير/كانون الثاني 2025، بموجب مذكرة اعتقال دولية صادرة عن السلطات الألمانية.
ووفقا لما أعلنته النيابة العامة في لاندسهوت، فإن المشتبه به كان يشرف على التنسيق الكامل لعمليات التهريب، خاصة في مرحلة الانتقال من المجر إلى ألمانيا.
وتم تسليمه إلى السلطات الألمانية في يونيو/حزيران الجاري، ويُواجه حاليا تهما قد تفضي إلى عقوبات بالسجن لعدة سنوات، في حال إدانته.
وصرّح مسؤول في النيابة: “نحن نتعامل مع شبكة إجرامية منظمة، أفرادها لا يترددون في استخدام الوسائل الأكثر خطورة في سبيل الربح السريع.”
وسبق أن أوقفت الشرطة البافارية، في خريف عام 2023، أربعة من سائقي الشاحنات التابعين للشبكة، أثناء محاولتهم تهريب مهاجرين داخل الأراضي الألمانية.
وشكّلت إفاداتهم نقطة تحول في التحقيق، حيث ساعدت في الكشف عن هويات قياديين آخرين في الشبكة.
وشهدت العملية تعاونا أمنيا واسعا مع سلطات دولية، منها وكالة الشرطة الأوروبية “يوروبول”، إلى جانب الشرطة في المجر والنمسا وبولندا.
وأسفرت هذه الجهود عن اعتقال عدد من أعضاء الشبكة في دول أوروبية مختلفة، حيث جرى تسليم بعضهم لألمانيا، بينما تستمر الإجراءات القانونية لتسليم المتبقين.
