
أخبار العرب في أوروبا-تركيا
أصدرت محكمة تركية حكما بالسجن المؤبد على أربعة من عناصر قوات الدرك، بعد إدانتهم بتعذيب شابين سوريين حتى الموت على الحدود الجنوبية لتركيا في مارس/آذار 2023.
وأدانت المحكمة التركية في قرارها الصادر يوم الخميس (26 يونوي/حزيران 2025) الأربعة بتورطهم المباشر في تعذيب عبد الستار الحجار (19 عاما) وعبد الرزاق قسطال حتى الموت، بعد أن دخل الشابان الأراضي التركية بطريقة غير نظامية.
كما حكمت بسجن سبعة عسكريين آخرين بتهم تتعلق بإتلاف وإخفاء الأدلة وإلحاق إصابات متعمدة، بعقوبات تصل حتى سبع سنوات ونصف.
وتشير لائحة الاتهام إلى أن عناصر الدرك في محافظة هاتاي أوقفوا تسعة سوريين حاولوا تجاوز الجدار الحدودي، وتعاملوا معهم بعنف مفرط شمل الضرب بقضبان حديدية وإجبارهم على شرب البنزين، ما أدى إلى وفاة الشابين وإصابة الآخرين بجروح خطرة استدعت نقلهم للمستشفى قبل ترحيلهم لاحقا إلى سوريا.
وتحركت السلطات التركية بسرعة بفتح تحقيق وإيقاف المشتبه بهم، مؤكدة أن هذه الأفعال تشكل “تعذيبا مفضيا إلى الموت”، وأن المتهمين الأربعة كانوا مسؤولين بشكل مباشر عن هذه الأفعال الوحشية.
وسبق لمنظمة هيومن رايتس ووتش أن انتقدت في تقاريرها سياسة العنف التي تمارسها قوات الحرس الحدودي التركي تجاه اللاجئين السوريين، وناشدت حينها تركيا لوضع حد لثقافة الإفلات من العقاب على هذه الانتهاكات، مشيرة إلى توثيق مئات القتلى والجرحى بين السوريين منذ 2015، بالإضافة إلى استخدام العنف المفرط والتعذيب وحتى إطلاق النار العشوائي.
كما وثقت تقارير عدة حالات ترحيل قسري لسوريين إلى مناطق خطرة شمال سوريا، وسط معاناة اللاجئين الذين يجدون أنفسهم عالقين في مناطق الحدود بدون حماية أو دعم.
وبعد اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار 2011 وما تلاها من حرب دموية، لجأ ملايين السوريين إلى تركيا التي بنت جدارا حدوديا طويلا وشددت رقابتها.
وتقدر الأرقام الرسمية أن نحو 2.7 مليون سوري لا يزالون في تركيا، بينما عاد أكثر من 275 ألف منهم إلى سوريا منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024.