
أخبار العرب في أوروبا-متابعات
تستعد عدة دول في أوروبا الغربية لاستقبال انخفاض تدريجي في درجات الحرارة، بعد أيام من موجة حر قياسية، فيما يترقب خبراء الأرصاد وصول عواصف رعدية من المحيط الأطلسي خلال الأيام المقبلة.
وسجلت العاصمة الفرنسية باريس أمس الثلاثاء درجات حرارة مرتفعة بلغت 40 درجة مئوية، لكنها من المتوقع أن تنخفض إلى 35 درجة اليوم الأربعاء، وتتراجع أكثر لتصل إلى 28 درجة يوم الخميس، حسبما أفادت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية.
كما توقعت الهيئة وصول منخفض جوي بارد من الغرب الأربعاء، مع تأثير سريع على شمال غرب البلاد، يترافق مع عواصف رعدية شديدة متوقعة في شرق فرنسا قرب الحدود الألمانية خلال الأربعاء والخميس.
في ألمانيا، من المتوقع أن تبلغ الحرارة ذروتها يوم الأربعاء عند 40 درجة في مدينة فرانكفورت، المركز الاقتصادي الرئيسي في البلاد، لتنخفض إلى 27 درجة يوم الخميس.
أما إسبانيا وإيطاليا، فستشهدان درجات حرارة مرتفعة في الأيام القادمة قبل أن تبدأ بالانخفاض في نهاية الأسبوع.
في فرنسا، أغلقت حوالي 2200 مدرسة أبوابها الثلاثاء بسبب موجة الحر، بينما توقعت وزارة التعليم إغلاق 135 مدرسة فقط يوم الأربعاء، في مؤشرات على تحسن الأوضاع الجوية.
وأكدت الأرصاد الفرنسية أن يوم 30 يونيو/حزيران كان الأكثر حرارة في شهر يونيو منذ بداية تسجيل السجلات عام 1947، وهو ثاني أكثر يونيو/حزيران حرارة منذ عام 1900.
وشهدت دول أخرى مثل البرتغال وهولندا مستويات حرارة قياسية مشابهة، ما يعكس اتساع نطاق الموجة الحارة عبر القارة الأوروبية.
وأدت موجات الحر المتكررة إلى وفاة آلاف الأشخاص في أوروبا خلال السنوات الماضية، مما دفع السلطات إلى إصدار تحذيرات مكثفة تستهدف الفئات الضعيفة مثل الأطفال والمسنين.
وفي حادث مأساوي، أفادت الشرطة الإسبانية بمقتل طفل يبلغ من العمر عامين بعدما تُرك داخل سيارة تحت أشعة الشمس الحارقة في شمال شرق البلاد. جاء ذلك بعد يومين من حادثة مماثلة في فرنسا.
وحذرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة الثلاثاء من جنيف من أن التغير المناخي الناتج عن النشاط البشري جعل درجات الحرارة القصوى أكثر تواترا وشدة، مؤكدة ضرورة التكيف مع هذه الظروف. وقالت المتحدثة باسم المنظمة كلير نوليس: “كل وفاة بسبب الحر لا داعي لها… لدينا المعرفة والأدوات لإنقاذ الأرواح”.
كذلك، حذرت الشركة العالمية “أليانز ترايد” من أن موجات الحر قد تكلف الاقتصاد الأوروبي خسارة تصل إلى 0.5% من نموه السنوي هذا العام، مشيرة إلى الآثار الاقتصادية والاجتماعية المحتملة لهذه الظواهر المناخية.