
أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا
بدأت في مدينة إسن الألمانية أمس الأربعاء محاكمة السوري “شادي. أ البالغ من العمر 42 عاما، المتهم بارتكاب سلسلة جرائم عنيفة في سبتمبر/أيلول 2024، شملت دهسا عشوائيا وإشعال حرائق واسعة خلفت أضرارا جسيمة وأصابت أكثر من 30 شخصا.
شهدت قاعة المحكمة حضورا مكثفا، حيث حضر ستة من ضحايا الحرائق في منطقتي “ألتنيسن” و”كاترنبرغ” كشركاء في الدعوى، ممن فقدوا منازلهم وممتلكاتهم جراء الحريق.
وتتهم النيابة العامة “شادي” بمحاولة القتل، وإلحاق أذى جسدي خطير، وإشعال الحرائق عمدا، مشيرة إلى أن الدافع وراء هذه الأفعال يعود إلى عدم تمكنه من تقبل انفصاله عن زوجته وحمله آخرين مسؤولية ذلك، ونيته قتل بعضهم.
وأثار المتهم اهتماما واسعا في ألمانيا بعدما ظهر في مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي وهو مسلح بساطور أثناء تنفيذ الهجمات، وهو ما أقر به أمام القاضي أنه هو نفسه في تلك المقاطع.
خلال المحاكمة، اعتذر المتهم للضحايا، لكنه زعم أنه لا يتذكر تفاصيل ليلة الحادث بسبب تعاطيه مخدرات، قائلا إنه كان “مخدرا تماما بواسطة الحبوب”.
كما أقر بوجود نزاعات مع سكان المباني والمحلات، وادعى وجود تهديدات مستمرة من “عائلات” مرتبطة بزوجته السابقة.
وطرح خلال شهادته نظريات مؤامرة، مشيرا إلى دور تنظيم “داعش” وجهاز المخابرات الألماني في ما جرى، وزعم أنه تلقى زيارات داخل السجن من المخابرات.
حسب لائحة الاتهام، في 28 سبتمبر/أيلول 2024، قام “شادي” بتحميل سيارته بمواد قابلة للاشتعال وبنزين وأسلحة بيضاء، ثم توجه إلى عدة مواقع.
في أحد المنازل التي كان يعتقد بوجود أشخاص مرتبطين بزوجته السابقة، أشعل حريقا بواسطة خليط من البنزين والديزل، ما حاصر السكان داخل المبنى وأدى إلى إصابات عديدة. شهد رجل الإطفاء كريستيان شمويكر على “مشاهد درامية” لأشخاص يصرخون طلبا للمساعدة من نوافذ المبنى.
بعد ذلك، أشعل المتهم حريقا آخر بعدة كيلومترات، وأصيب عدة أشخاص. ثم توجه إلى محل خضروات ودهس واجهته الزجاجية بسيارته بقوة، قبل أن يحاول الدخول مسلحا بسكين وساطور، لكن المشتبه به لم يتمكن من دخول المحل بسبب سرعة إغلاق الباب من قبل العاملين.
بعد محاولته دخول محل خضروات آخر واصطدامه بواجهته، تمكن الجيران من تقييد حركته حتى وصلت الشرطة وسيطرت على الموقف.
أسفرت هذه الأفعال عن إصابة أكثر من 30 شخصا، كما خلفت دمارا كبيرا في المناطق المستهدفة، وسط حالة من الرعب والهلع بين السكان.