تقنية فرنسية حديثة تُحدث نقلة نوعية في علاج قصور القلب بمضخة من الجيل الجديد

أخبار العرب في أوروبا-فرنسا
نجح فريق طبي في أستراليا خلال الشهر الماضي في زراعة نموذج جديد من مضخات القلب الاصطناعية، طوّرته شركة “كور ويف” الفرنسية، في خطوة طبية رائدة تهدف إلى تجنب المضاعفات الجراحية والآثار الجانبية طويلة الأمد التي كانت تواجه المرضى مع النماذج السابقة.
ويُنتظر أن يبدأ استخدام هذا الابتكار في فرنسا اعتبارا من يناير/كانون الثاني المقبل، ليكون بديلا واعدا لعمليات زرع القلب التي تبقى غير ممكنة في بعض الحالات.
وتشير الإحصائيات إلى أن نحو 150 شخصا في فرنسا يُزوّدون سنويا بمضخة قلب لضمان توزيع الدم السليم، مما يساعد على تحسين فرص بقائهم على قيد الحياة.
وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا الإنجاز عبر منصة “إكس” بأنه “بصيص أمل لملايين المرضى الذين يعانون من قصور في القلب”، في حين اعتبرت وزيرة الصحة كاثرين فوتران أن المضخة الجديدة تمثل “خطوة متقدمة في رعاية المرضى، ورسالة قوية تعكس تطور قطاعنا الوطني في الأجهزة الطبية، ومصدر فخر لفرنسا”.
قفزة تكنولوجية بعد 27 عاما
وأعلنت شركة “كور ويف” عن نجاح زراعة أول مضخة قلب من الجيل الجديد LVAS، التي تعتمد على تقنية الغشاء المتموج، معتبرة ذلك “تقدما تكنولوجيا كبيرا بعد 27 عاما على أول عملية زرع لمضخة دائرية دائمة”.
ويشرح باسكال لوبرانس، رئيس قسم جراحة القلب في مستشفى لا بيتيي-سالبتريير في باريس، أن المضخات التقليدية اعتمدت على تقنية التدفق المستمر، ما أدى إلى غياب النبض الطبيعي، وبالتالي تسبب في مضاعفات خطيرة مثل النزيف في الجهاز الهضمي ومشاكل في الصمام الأبهري.
أما المضخة الجديدة، فهي مستوحاة من حركة السباحة المتموجة لدى الكائنات المائية، وتعيد نبض القلب الطبيعي، مما يسمح لخلايا الأوعية الدموية باستعادة وظائفها الفسيولوجية.
ويؤكد لوبرانس أن “عودة النبض تساهم في تحفيز ردود الفعل الطبيعية في الأوعية، ما يقلل من خطر النزيف الهضمي المرتبط بالمضخات السابقة”.
لا يقتصر استخدام النموذج الجديد على المرضى الذين يعانون من فشل قلبي حاد فقط، بل يشمل أيضا من هم في مراحل أقل تقدما من المرض، إذ يساعد في تحسين جودة حياتهم بفضل مستوى الأمان العالي الذي يتمتع به.