تزايد لافت في عدد الرجال الراغبين بالتعقيم في السويد: شباب يختارون حياة بلا أطفال

أخبار العرب في أوروبا-السويد
يشهد مستشفى إنشوبينغ في السويد تزايدا ملحوظا في أعداد الرجال الذين يطلبون إجراء عملية تعقيم جراحي بهدف تجنب الإنجاب، في توجه جديد يعكس تغيّرا في المفاهيم الاجتماعية تجاه الأبوة والخصوبة.
هذا الإقبال غير المسبوق دفع إدارة المستشفى إلى فتح عيادات خاصة أيام السبت لتقليص فترات الانتظار التي بدأت تطول مع ازدياد الطلب.
وقال رئيس القسم في المستشفى، الطبيب تامر حمدان، في تصريح لصحيفة أفتونبلاديت السويدية أمس الخميس، إن السنوات الثلاث إلى الأربع الماضية شهدت ارتفاعا واضحا في عدد الراغبين بالتعقيم، لافتا إلى أن هناك حاليا حوالي 200 رجل ينتظرون مقابلة الطبيب لمناقشة الإجراء.
وأضاف حمدان: “لم نعد قادرين على استيعاب هذا الكم من الطلبات خلال أيام العمل الاعتيادية، ولهذا بدأنا منذ نيسان/أبريل الماضي بإجراء عمليات التعقيم يوم السبت، حيث نقوم بحوالي 7 عمليات في كل يوم سبت”.
شباب يختارون حياة بلا أطفال
وأوضح حمدان أن الإقبال لا يقتصر على فئة عمرية واحدة، لكن النسبة الأكبر من الطلبات تأتي من الرجال الأصغر سنا، مشيرا إلى أن جيل الشباب أكثر تقبلا للإجراءات الطبية الجراحية من الجيل الأكبر الذي ما يزال يربط الخصوبة بفكرة الرجولة.
وبحسب حمدان، فإن دوافع هؤلاء الشباب تختلف، إلا أن الدافع المتكرر لدى عدد كبير منهم يتمثل في “الاختيار الواعي لحياة دون أطفال”.
وأضاف: “طالما أن الشخص فكّر مليا واتخذ القرار بقناعة تامة، فإننا نحترم رغبته”.
شروط قانونية صارمة
ورغم الإقبال المتزايد، فإن القانون السويدي يفرض ضوابط واضحة لتنظيم هذا النوع من العمليات. إذ يُشترط أن يكون المتقدم قد بلغ 25 عاما على الأقل.
أما من هم دون هذه السن، فيتوجب عليهم تقديم طلب خاص إلى مصلحة الشؤون الاجتماعية للنظر فيه.
وفي هذا السياق، قال حمدان: “نتلقى طلبات من رجال تقل أعمارهم عن 25 عاما، ونقوم برفضها تلقائيا، لكننا نستقبلهم في جلسات حوارية تهدف إلى مساعدتهم على التفكير المتأني، لأننا نعلم أن الكثيرين منهم سيعودون إلينا لاحقا عندما يبلغون السن المطلوبة”.
إجراء دائم تقريبا
ويُعد التعقيم الجراحي وسيلة دائمة لمنع الإنجاب، رغم وجود خيار طبي لإعادة توصيل القناة المنوية، إلا أن معدلات نجاح هذه العملية العكسية منخفضة جدا، ما يجعل التعقيم قرارا حاسما من الناحية العملية.
وأشار حمدان إلى أن بعض المرضى، وخصوصا من فئة الشباب، يُحالون إلى جلسات حوارية مع مرشدين اجتماعيين لتقييم الجوانب النفسية والاجتماعية للقرار، دون ممارسة أي ضغط عليهم للتراجع.
وختم حمدان حديثه بالقول: “دورنا ليس في تغيير قناعات الناس، بل في ضمان أنهم اتخذوا القرار عن وعي كامل بجميع أبعاده الطبية والنفسية والاجتماعية”.
وتعاني السويد من تراجع حاد في عدد المواليد، ما أجبر الحكومة السويدية على إطلاق تحذير رسمي في الأول من يونيو/حزيران الماضي بشأن الانخفاض الخطير في معدلات الإنجاب، معلنة تشكيل لجنة تحقيق خاصة لبحث أسباب هذا التراجع الحاد في الولادات، والعمل على إزالة العقبات التي تمنع الناس من تكوين أسر.