الإعلام السويدي يسلط الضوء على فتيات سويديات اعتنقن الإسلام ويتحدثن عن تجاربهن

أخبار العرب في أوروبا-السويد
في ظل تصاعد الجدل حول الحجاب والإسلاموفوبيا في أوروبا، نشرت صحيفة “أفتونبلاديت” السويدية تقريرا اليوم السبت (19 يوليو/تموز 2025) سلطت فيه الضوء على ثلاث شابات سويديات قررن اعتناق الإسلام وارتداء الحجاب، في وقت يعتبر فيه كثيرون في السويد أن التدين مسألة شخصية، فيما يُنظر إلى الحجاب تارة كرمز لقمع المرأة، وتارة أخرى كأحد رموز الحرية وحق المرأة في اختيار أسلوب حياتها، بل ويصفه البعض بأنه وسيلة لحماية خصوصية المرأة بعيدا عن معايير الجمال المصطنعة.
تحدثت الصحيفة إلى الفتيات الثلاث حول الأسباب التي دفعت كل واحدة منهن لاختيار الإسلام والحجاب، مؤكدات أن القرار جاء عن قناعة شخصية، بعد بحث وتجربة روحية امتدت لفترات طويلة، غيرت مجرى حياتهن.
مايا: دخلت الإسلام بعد بحث طويل… والحجاب قراري الشخصي
تقول مايا، وهي شابة سويدية اعتنقت الإسلام في سبتمبر/أيلول 2019، إنها لم تتخذ قرارها بشكل سريع، بل جاء بعد رحلة بحث واطلاع على تعاليم الإسلام وحقيقة ما يُقال عنه. وتوضح: “بدأت أبحث وأقرأ عن الإسلام بعدما سمعت الكثير من الآراء السلبية عنه، لكن عندما تعمقت في فهمه أدركت أنه دين رحمة وإنسانية، عكس ما يظن كثيرون من غير المسلمين”.
وتضيف مايا: “توصلت إلى قناعة بعد شهور من البحث أن الإسلام رسالة من الله، فاعتنقته، وبدأت بالصلاة وارتداء الحجاب عن قناعة تامة، لأن هذا ما يأمر به الدين، وأنا اخترت أن أكون ملتزمة به”.
وتؤكد أن الحجاب بالنسبة لها ليس رمزاً للاضطهاد، بل قرار نابع من حرية شخصية واقتناع داخلي.
إلينا: الحجاب يجعلني أشعر بالحرية ويحميني من التحرش
أما إلينا، وهي فتاة في التاسعة والعشرين من عمرها، فتقول إنها لم تتوقع يوما أن تكون مسلمة، لكنها تعرفت على الإسلام من خلال صديقة مسلمة، وهو ما أثار فضولها لفهم حقيقة هذا الدين، وسبب تمسك كثير من الفتيات المسلمات بتعاليمه في بلد علماني مثل السويد.
تضيف: “كنت أظن أن ارتداء الحجاب سلوك غريب، لكنه مع الوقت بدا لي تعبيرا عن إيمان داخلي عميق… والإسلام يبدأ بكلمات بسيطة تنطق بها لتعلن إيمانك، ثم تسير خطوة خطوة في طريقك الروحي”.
وتوضح إلينا أن ارتداءها الحجاب لم يكن قرارا سهلا، لكنه جعلها تشعر بالرضا الداخلي: “الحجاب يجعلني أشعر بالحرية وليس العكس. هو الذي يخبر الناس أنني مسلمة دون الحاجة للكلام. كما أنني أشعر بالأمان أكثر عند ارتدائه، لأنني لا أتعرض لمضايقات أو تحرش كما كان يحدث سابقا”.
تشير إلينا إلى أن عائلتها لم تتقبل قرارها بسهولة، حيث يعتبرونها “مضطهدة بالحجاب ولا تمتلك حريتها”، لكنها تؤكد لهم دائما أنها اختارت هذا الطريق بإرادتها الكاملة: “سواء غطيت شعري أم ارتديت البيكيني، الأهم أنني أعيش في سلام مع نفسي ومع الله، والدين لا يجبرني على شيء بل يوجهني إلى ما هو أفضل لي”.
تينا: اعتنقت الإسلام بعد هجوم إرهابي
أما تينا، وهي شابة في الثلاثين من عمرها، فتروي قصتها قائلة إنها بدأت في التفكير بالإسلام عقب هجوم إرهابي وقع في فرنسا. تقول: “كنت أريد أن أعرف الحقيقة: هل المسلمون إرهابيون بالفعل؟ لماذا الإسلام مرتبط بالعنف في الإعلام؟ لكنني اكتشفت أن كل ما سمعته كان خاطئا… وبعد فترة قصيرة، قررت اعتناق الإسلام”.
وحول ارتداء الحجاب، تقول تينا إن ذلك فرض ديني لكنه يبقى خيارا شخصيا: “إن تخليت عن الحجاب سأبقى مسلمة، لكنه يعني أنني تخلّيت عن جزء من التزامي الديني، لا أكثر”.
وتنتقد تينا الجدل الدائر في أوروبا حول الحجاب قائلة: “أن يمنحني المجتمع حريتي من خلال فرض نزع حجابي، فهذا قمة النفاق. حرية المرأة تعني أن تختار بنفسها، سواء ارتدت الحجاب أو اختارت عدم ارتدائه”.
وتضيف: “هناك فتيات يتمنين خلع الحجاب، وهناك أخريات ينتظرن الخروج من المنزل لارتدائه. كلا الطرفين يجب أن يحترم المجتمع قرارهما، فالدين يدعو للرفق واللين في التعامل مع الآخرين، وهذا ما تعلمته من القرآن”.
تختم تينا حديثها مؤكدة أن الإسلام لا يُقاس بأفعال أشخاص أو مجموعات، بل يُفهم من جوهره وتعاليمه الحقيقية: “ليس كل مسلم يمثل الإسلام، الدين أكبر من الأشخاص”.