خلافات سياسية في ألمانيا حول الدعم والإصلاحات مع اقتراب الحكومة من 100 يوم

أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا
بعد قرابة 100 يوم على تشكيل الحكومة الائتلافية التي يقودها المستشار فريدريش ميرتس، برزت خلافات سياسية حول مسألة خفض الدعم والإصلاحات الاقتصادية اللازمة لإنعاش أكبر اقتصاد أوروبي.
الخبيرة الاقتصادية الرائدة فيرونيكا جريم، عضو مجلس الخبراء الاقتصاديين، وجهت نقدا حادا للحكومة الائتلافية، مشيرة إلى أن الدعم المالي الموزع على شرائح مختلفة مثل زيادة المعاشات التقاعدية، وإعانات وقود الديزل للمزارعين، والإعفاءات الممنوحة لشركات الضيافة، يتم دون رؤية واضحة لإصلاحات طويلة الأمد ومستدامة.
وقالت جريم في تصريحات لمجموعة فونكه الإعلامية أمس الأحد إن الحكومة لم تقدم بعد ما وعدت به، داعية إلى “إصلاح شامل” في الاقتصاد الألماني، يشمل خفض ضرائب الأعمال، وتخفيف البيروقراطية، وإصلاح أسواق العمل والإسكان، بالإضافة إلى مراجعة قواعد المناخ وحماية البيانات.
وأشارت إلى أن اللوائح المعقدة تعيق نمو الأعمال التجارية في ألمانيا، وأن الميزانية بدأت تظهر فجوات مالية كبيرة نتيجة الدعم المفرط، حتى قبل مناقشة أي زيادات ضريبية.
في المقابل، رفض كل من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر هذه الدعوات، معتبرين أن نهج جريم يعكس وجهة نظر نيوليبرالية تركز فقط على خفض الخدمات الاجتماعية، وهو ما لا يحظى بدعمهم.
وقال ديرك فيزه، المدير التنفيذي لشؤون الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، إن “البحث عن حلول من خلال خفض الدعم للمواطنين هو سطحي للغاية”.
فيما حذر أندرياس أودريتش، نائب زعيم حزب الخضر، من أن أي تخفيض في المعاشات التقاعدية قد يؤدي إلى زيادة الفقر بين النساء في سن الشيخوخة، داعيا بدلا من ذلك إلى التركيز على تمكين النساء من العمل وزيادة نسبة العاملين بدوام كامل.
يذكر أن المستشار ميرتس تولى منصبه في وقت يواجه فيه الاقتصاد الألماني تحديات عدة، بينها الانكماش والضغوط على الميزانية، وسط توقعات بمزيد من الإصلاحات الاقتصادية خلال الفترة المقبلة.