أخبار العرب في أوروبا-بريطانيا
وصل أكثر من 50 ألف مهاجر إلى المملكة المتحدة على متن قوارب صغيرة عبر بحر المانش منذ تولي حكومة حزب العمال السلطة الصيف الماضي، وذلك خلال الفترة بين 5 يوليو/تموز 2024 و11 أغسطس/آب 2025، وفقا لأرقام وزارة الداخلية البريطانية الصادرة أمس الأربعاء.
وتشير البيانات كذلك إلى وصول 27,029 مهاجرا منذ بداية عام 2025 وحده.
تأتي هذه الأرقام بعد عامين شهدت فيهما المملكة المتحدة ارتفاعات متفاوتة في أعداد المهاجرين القادمين عبر هذا الطريق البحري، حيث وصل 45,774 شخصا في عام 2022، و36,800 في عام 2023، لتسجل البيانات الجديدة رقما قياسيا جديدا في 2025.
وخلال الأيام القليلة الماضية فقط، تم إنقاذ 277 مهاجرا قبالة سواحل شمال فرنسا في عدة عمليات بحرية.
فقد تم إنقاذ 166 مهاجرا يوم الاثنين 11 أغسطس/آب الجاري في ثلاث عمليات منفصلة قبالة با-دو-كاليه، بينهم 83 شخصا في هارديلوت و22 شخصا في لو-توكيه، بالإضافة إلى 12 راكبا من قارب آخر و36 شخصا قرب ميرليمونت-بلاج.
وفي اليوم التالي، الثلاثاء، أنقذت السلطات 111 مهاجرا ضمن عدة عمليات في مناطق نور وبا-دو-كاليه وسين-ماريتيم.
وأشارت السلطات الفرنسية إلى أن بعض المهاجرين يرفضون أحيانا الإخلاء، نظرا لهشاشة قواربهم المكتظة والمخاطر التي يواجهونها، وفي هذه الحالات يُسمح لهم بمواصلة رحلتهم.
في المقابل، انخفضت محاولات الدخول غير النظامية إلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 18% بين يناير/كانون الثاني ويوليو/تموز 2025، لتصل إلى 95,200 محاولة، وفق وكالة “فرونتكس” الأوروبية.
إلا أن هذا الانخفاض لم ينعكس على المملكة المتحدة، حيث ارتفعت محاولات العبور غير النظامية بنسبة 26% لتصل إلى 41,800 محاولة خلال الأشهر السبعة الأولى من العام، بما في ذلك 8,705 محاولة في يوليو/تموز وحده.
وتعود الغالبية العظمى من المهاجرين إلى دول مثل إريتريا، الصومال، وأفغانستان.
ويُعزى هذا الارتفاع إلى الظروف الجوية المواتية، واستخدام قوارب أكبر وأكثر قدرة على نقل عدد كبير من المهاجرين، إذ وصل متوسط الأشخاص في كل قارب إلى نحو 60 شخصا، بينما تحمل بعض القوارب ما يقرب من 100 شخص، وهو رقم أكبر بكثير مقارنة بعام 2024.
ويواجه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر ضغوطا من حزب “إصلاح المملكة المتحدة” اليميني المناهض للهجرة، فيما انتقدت زعيمة المعارضة المحافظة، كيمي بادينوخ، الحكومة متهِمة إياها بعدم امتلاك خطة فعالة لمكافحة شبكات تهريب البشر، معتبرة الوضع أسوأ منذ تولي حزب العمال السلطة.
كما شهدت المملكة المتحدة مؤخرا احتجاجات مناهضة للمهاجرين، أبرزها في إسيكس قرب فندق “ذا بيل” المستخدم لإيواء طالبي اللجوء، بعد حادثة اعتقال أحد النزلاء بتهمة الاعتداء والتحرش، حيث اعتُقل 28 شخصا ووجهت اتهامات إلى 16 آخرين على خلفية أعمال شغب.
وتضمنت الاحتجاجات أيضا تواجدا لمتظاهرين داعمين للاجئين، وفق جمعيات محلية.
ومنذ بداية العام، توفي 19 مهاجرا أثناء محاولتهم عبور بحر المانش، منهم امرأة صومالية ثلاثينية توفيت أمس الأول الثلاثاء( 12 أغسطس/آب 2025)، في مشهد يعكس المخاطر الكبيرة التي يواجهها المهاجرون على هذا الطريق البحري المزدحم بالسفن التجارية وبرودة المياه.
