
أخبار العرب في أوروبا-إيطاليا
أفادت منظمة “سي ووتش” الألمانية غير الحكومية بإنقاذ قاربين في وسط البحر المتوسط، كان على متنهما ما لا يقل عن 100 مهاجر، في عملية جرت فجر يوم الثلاثاء 19 أغسطس/آب الجاري.
فيما عبر طاقم السفينة عن استيائه من خطورة الرحلات البحرية، بعد أقل من أسبوع على حادثة غرق سفينة قبالة جزيرة لامبيدوزا أسفرت عن وفاة 27 شخصا على الأقل.
وأعلنت المنظمة، على حسابها في منصة “إكس”، أن القاربين المُنقذين في طريقهما إلى ميناء كاتانيا في صقلية، مشيرة إلى أن طاقم قارب “سي ووتش 5” استجاب لاستغاثة المهاجرين وأنقذهم من خطر الغرق.
وسبق أن سهّلت منظمة “سي ووتش” إنزال 30 مهاجرا على جزيرة لامبيدوزا مساء 17 أغسطس/آب الجاري، بعد أن أنقذهم طاقم سفينة “أورورا” ليلة 16 إلى 17 أغسطس، استجابة لتنبيه من منصة “هاتف الإنذار” الخاصة بحالات الطوارئ.
وأكدت المنظمة أنها بحثت عنهم في الظلام لساعات طويلة، في عملية وصفوها بالصعبة والخطيرة.
وقالت المنظمة غير الحكومية إن “الرحلات قد تكون مميتة” بسبب سياسات الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن حادثة 13 أغسطس أسفرت عن وفاة 27 مهاجرا بينهم رضيع وثلاثة مراهقين بعد انقلاب قاربين قبالة لامبيدوزا.
وأوضح فيليبو غراندي، رئيس المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن أكثر من 700 مهاجر لقوا حتفهم في وسط البحر المتوسط خلال عام 2025 حتى الآن.
وبحسب وزارة الداخلية الإيطالية، وصل نحو 39,771 مهاجرا إلى إيطاليا عن طريق البحر منذ بداية العام وحتى 20 أغسطس/آب الجاري، في ظل محاولات السلطات الإيطالية السيطرة على تدفقات الهجرة عبر التعاون مع ليبيا وتونس في مجالات خفر السواحل وحماية الحدود، بالإضافة إلى تشديد الرقابة على المنظمات غير الحكومية التي تقوم بعمليات الإنقاذ.
وكانت السلطات الإيطالية قد منعت طائرة تابعة لمنظمة “سي ووتش” من الإقلاع لمدة 20 يوما، وهي الطائرة المعنية بتحديد مواقع القوارب المنكوبة في البحر المتوسط، في إجراء اعتبرته المنظمة ذريعة للحد من عملها ومراقبتها للوضع الإنساني في البحر.
كما تحتجز السلطات بانتظام سفن المنظمات غير الحكومية باستخدام مرسوم “بيانتيدوسي” الذي يلزمها بالتوجه فوراً إلى ميناء الإنزال المحدد بعد عملية الإنقاذ، وإلا تتعرض للسجن أو العقوبات الإدارية.
وأوضحت منظمة أطباء بلا حدود في تقرير سابق بعنوان “مناورات قاتلة: عرقلة وعنف في وسط البحر المتوسط”، أن القيود الجديدة خفضت عدد المهاجرين الذين تم إنقاذهم من 4646 شخصا في عام 2023 إلى 2278 شخصا في عام 2024، ما يعكس صعوبة عمليات الإنقاذ بسبب القوانين الصارمة.