أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا
قالت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل إنها لا ترى أن قرارها بالسماح لمئات آلاف اللاجئين بدخول ألمانيا قبل عشر سنوات قد أثقل كاهل البلاد، مؤكدة: “لا أعتقد ذلك. ألمانيا دولة قوية. وكنت مقتنعة بقدرتها على التعامل مع الأمر.”
وفي مقابلة تلفزيونية لصالح فيلم وثائقي بثته محطة ARD الألمانية هذا الأسبوع، استذكرت ميركل عبارتها الشهيرة في 31 أغسطس/آب 2015: “يمكننا فعل ذلك”، والتي رددتها بعد الإعلان عن توقع وصول 800 ألف لاجئ إلى ألمانيا، في وقت كان الآلاف منهم في طريقهم من المجر، وكانت الغالبية العظمى منهم من السوريين الذين فروا من الحرب التي شنها نظام بشار الأسد بمساعدة روسيا ضد معارضيه.
وقالت: “كان واضحا لي أن ذلك سيكون تحديا صعبا للغاية، لكنني اندهشت مرارا من حجم الانتقاد الذي واجهته تلك الكلمات الثلاث”.
وأضافت ميركل أن هدفها من العبارة لم يكن إثارة الجدل، بل التأكيد على أن ألمانيا أمام مهمة كبيرة وأنها كانت تراهن على مواطنيها لإنجازها.
وأوضحت أن عملية اندماج اللاجئين ما زالت مستمرة لكنها حققت الكثير من التقدم: “أنجزنا الكثير حتى الآن، وما زال أمامنا الكثير لنفعله”.
ميركل أكدت أنها لم تعتبر قرارها عبئا على ألمانيا، وقالت: “البديل كان استخدام القوة لمنع اللاجئين من الوصول، وما كنت لأوافق على ذلك أبدا”.
لكنها أشارت في المقابل إلى أنها تلوم نفسها أحيانا لعدم بذل المزيد من الجهود لمساعدة السوريين في أماكن لجوئهم الأولى خلال عامي 2012 و2013، عند بداية الحرب في سوريا.
واعترفت المستشارة السابقة بأن قرارها ساهم في صعود حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي، لكنها شددت على أن ذلك لم يكن سببا لتغيير موقفها: “نعم، لقد ازداد حزب البديل قوة نتيجة لذلك، لكن هذا لم يكن مبررا للتخلي عن قرار كنت أراه صحيحا”.
وأضافت أن القرار أدى أيضا إلى خلافات داخل التحالف المسيحي الحاكم آنذاك، الأمر الذي لم يكن في مصلحة جهود الاندماج، لكنها أكدت في ختام حديثها أنها ما زالت مقتنعة بسلامة قرارها وبأن ألمانيا نجحت في مواجهة التحدي.
