اقتصاد وأعمالتقارير
أخر الأخبار

مليون سوري في ألمانيا: من لاجئين إلى قوة دافعة لأكبر اقتصاد أوروبي

أخبار العرب في أوروبا-ألمانيا

في قلب الاقتصاد الألماني المعروف بالدقة والإنتاجية، برز السوريون كمثال على التحول من حالة اللجوء إلى المشاركة الفاعلة في الاقتصاد.

أكثر من مليون سوري استطاعوا بعد سنوات من الوصول أن يملأوا فجوات مهمة في سوق العمل في أكبر اقتصاد أوروبي، من الطب والهندسة إلى البناء والخدمات، مما جعل وجودهم يشكل قوة دافعة للازدهار الاقتصادي.

سوق العمل يشهد اندماجاً فعليا

تشير بيانات المعهد الاقتصادي الألماني إلى أن نحو 670 ألف سوري يعملون حاليا في ألمانيا، وهو ما ينفي فكرة أن اللاجئين عبء على الدولة

خلال الفترة بين منتصف 2023 ومنتصف 2024، انضم نحو 213 ألف سوري إلى سوق العمل، مؤكدين استمرارية تدفق الكفاءات وفعاليتها في سد النقص في مختلف القطاعات.

مساهمات واسعة في قطاعات حيوية

تتوزع الكفاءات السورية على مجالات أساسية تعاني نقصا في العمالة، حيث يعمل أكثر من 5300 في قطاع الطب، وأربعة آلاف في صناعة السيارات، وخمسة آلاف في الكهرباء والبناء والتكييف.

هذه الأرقام تظهر أن الاندماج ليس سطحيا بل يلامس قطاعات حيوية تؤثر مباشرة على الأداء الاقتصادي الألماني.

أثر مالي مباشر وغير مباشر

لا يقتصر تأثير السوريين على الوظائف فقط، بل يشمل مساهماتهم المالية للدولة.

فكل سوري يدفع نحو 8300 دولار سنويا من خلال الضرائب والرسوم، إضافة إلى مساهمتهم غير المباشرة عبر الاستهلاك والاستثمار، مما يعزز قوة الاقتصاد الوطني ويؤكد عائد دمجهم الاقتصادي.

نمنح الجنسية الألمانية مؤشر على الاندماج الناجح

خلال عام واحد حصل أكثر من 83 ألف سوري على الجنسية الألمانية، وهو أكبر عدد يمنح الجنسية مقارنة بأي جالية أخرى، ما يعكس نجاح عمليات الاندماج وتحول اللاجئين إلى جزء أصيل من النسيج الاجتماعي والاقتصادي في ألمانيا.

تأثير ديموغرافي وإضافة عنصر الشباب

بحسب بيانات مايو/أيار 2025، يعيش في ألمانيا نحو 961 ألف مقيم سوري، إضافة إلى حوالي 297 ألف حاصل على الجنسية، ليصبح الإجمالي نحو 1.3 مليون، أي أكثر من 5% من سكان سوريا.

هذا الحجم السكاني الكبير أضاف عنصر الشباب إلى سوق العمل، وساهم في مواجهة تحديات الشيخوخة ونقص اليد العاملة الشابة والمتخصصة، مما يعزز استدامة الاقتصاد الألماني.

السوريون محرك للنمو المستدام

يؤكد الخبراء أن السوريين لم يغيروا وجه سوق العمل فقط، بل أصبحوا شركاء أساسيين في النمو الاقتصادي المستدام.

نصف اللاجئين السوريين يدخلون سوق العمل بعد خمس سنوات من وصولهم، بمتوسط دخل يومي يصل إلى نحو 63 يورو في الولايات المزدهرة، ما يعكس سرعة اندماجهم وإسهامهم في استقرار الاقتصاد.

أصبح السوريون في ألمانيا ليسوا مجرد لاجئين سابقين، بل قوة دافعة للازدهار الاقتصادي والاجتماعي، يساهمون في النمو المستدام عبر مهاراتهم، أعمالهم، ودورهم في إعادة التوازن الديموغرافي لسوق العمل الألماني، ليصبحوا عنصرا أساسيا في استقرار أكبر اقتصاد أوروبي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى