تجربة ناجحة: حظر الهواتف في المدارس الفنلندية يحسن التفاعل الاجتماعي والانتباه

أخبار العرب في أوروبا-فنلندا

دخل حظر استخدام الهواتف المحمولة في المدارس الفنلندية حيز التنفيذ بداية من الأول من أغسطس/آب الماضي، في خطوة تهدف إلى تحسين تركيز التلاميذ وتعزيز تواصلهم الاجتماعي.

في مدرسة كونغسفاغنز في سيبو شمال شرق هلسنكي، والتي تستقبل تلاميذ تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاما، يقوم المعلمون بجمع هواتف الطلاب عند وصولهم صباحا وإطفاؤها حتى نهاية اليوم الدراسي.

تفاعل أفضل وتركيز أعلى

أكدت مديرة المدرسة، ماريا تولبرغ، أن النتائج كانت أكثر من التوقعات، مشيرة إلى أن التلاميذ تذمروا قليلا في البداية، لكنهم أدركوا أهمية القرار، وقال العديد منهم إنهم لم يدركوا مدى إدمانهم على هواتفهم.

أضافت الأستاذة في مادة الكيمياء، أنيكا رايليلا، أن الصفوف أصبحت أكثر هدوءا، والتلاميذ أقل تشتتا، بينما زاد التواصل الاجتماعي خلال فترات الاستراحة.

وأكد الطلاب أن البيئة المدرسية أصبحت “مختلفة تماما”، مع مزيد من التفاعل الشخصي واستخدام صالة الألعاب اللوحية.

انخفاض التنمر الإلكتروني

أشارت تولبرغ إلى أن التنمر الإلكتروني انخفض بشكل ملحوظ بعد تطبيق الحظر، إذ كان الطلاب يلتقطون صورا ويصوّرون فيديوهات خلال الحصص وفترات الاستراحة، ما كان يسبب تحقيقات متكررة في المدرسة.

القانون وأهدافه

أكد وزير التعليم أندرس أدليركروتز أن القانون جاء بعد تراجع الأداء الأكاديمي للتلاميذ وفق نتائج دراسات PISA لعام 2022، مشيرا إلى أهمية توفير مساحة أكبر للتعلم المركز والورقي، إلى جانب امتلاك الطلاب لمهارات رقمية.

وأضاف الوزير أن المدارس الفنلندية تهدف إلى تعليم البطء، أي تعزيز القدرة على التركيز على نصوص طويلة وإنجاز مهام بعيدة المدى، في عالم سريع الحركة ومتعدد المؤثرات.

يشار إلى أن فنلندا تأتي ضمن دول عدة فرضت قيودا مشابهة على الهواتف الذكية في المدارس، من بينها كوريا الجنوبية، وإيطاليا، وفرنسا، مع مراعاة تأثير استخدام الهواتف على الصحة النفسية للتلاميذ وعملية تعلمهم.