تقارير
أخر الأخبار

أعمال شغب المراهقين السوريين تتصاعد في هولندا.. دعوات عاجلة لمعالجة طلبات اللجوء

أخبار العرب في أوروبا-هولندا

تشهد هولندا موجة جديدة من أعمال الشغب التي ينفذها بعض الشباب والمراهقين السوريين في عدد من المدن، آخرها في مدينة آيندهوفن، وسط اهتمام واسع من الإعلام المحلي والسلطات، ودعوات متكررة لتسريع البتّ في طلبات لجوئهم التي تنتظر منذ سنوات طويلة.

مواجهة عنيفة في آيندهوفن

اندلعت قبل أيام مواجهة بين مجموعتين من الشباب السوريين وسط مدينة آيندهوفن، شملت الطعن والسرقة، وأسفرت عن إصابة أربعة أشخاص.

وقعت الحادثة قرب متجر الملابس “زارا”، حيث تعرضت مجموعة من القادمين من مركز طالبي اللجوء في بلدة خيلدروب لهجوم من قبل مجموعة سورية أخرى.

وتشير التقارير الأولية إلى أن الحادث شمل طعن الضحايا وسرقة دراجتين هوائيتين، فيما تعرّض أحد المصابين لطعنة في جانبه ونُقل إلى المستشفى، بينما تلقى الثلاثة الآخرون العلاج في موقع الحادث على يد المسعفين.

ولا تزال ملابسات الحادث غير واضحة بسبب حاجز اللغة، وهو ما أعاق الشرطة عن تكوين صورة دقيقة لما حدث.

تحذيرات المسؤولين المحليين

اعتبر يورِن ديسلبلوم، عمدة آيندهوفن، أن الحادث يعكس “نمط المشاكل التي شهدتها مدن أخرى مع الشباب السوريين”، مشيرا إلى أن بعض المشاركين في الشغب يأتون من خارج المدينة.

وأضاف ديسلبلوم: “يبدو أن لدينا مشكلة وطنية”، في إشارة إلى انتشار هذه الظاهرة في مدن هولندية متعددة.

وسبق أن حذر رؤساء بلديات في مدن مثل دين بوش وأوتريخت من مشاكل مجموعات الشباب السوريين المتجولين، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و21 عاما، والذين يتورطون في مشاجرات وسرقات وأعمال إزعاج مستمرة.

وفي مدينة دين بوش، أصدر رئيس البلدية 27 أمرا تقييديا لمكافحة سلوكيات هذه المجموعة، بينما يدرس عمدة آيندهوفن إمكانية إبعاد ثلاثة مشتبه بهم بعد حادثة الطعن الأخيرة.

واقع القاصرين السوريين في مراكز الإيواء

أفاد المتحدث باسم الهيئة المركزية لاستقبال طالبي اللجوء (COA) أن مركز خيلدروب يضم 54 طفلا تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عاما، بينهم 20 سوريا، مؤكدا أن الحوادث تحت المراقبة، وتتم متابعتها بالتعاون مع الشرطة والبلدية، دون اتخاذ إجراءات إضافية حتى الآن.

وتشير وسائل الإعلام الهولندية إلى أن العديد من مثيري الشغب هم من القاصرين السوريين غير المصحوبين بذويهم، حيث سجّلت هولندا أكثر من 8 آلاف قاصر من هذا النوع منذ عام 2022، ما يجعلها تتصدر الدول الأوروبية في هذا المجال.

وتضم مراكز إيواء القاصرين موظفين ومشرفين على مدار الساعة، لكنها تمنح الشباب قدرا كبيرا من الحرية، ما يزيد من صعوبة ضبط سلوكياتهم.

أسباب محتملة لتصاعد السلوك العدائي

يُشير موظفون في مراكز رعاية القاصرين إلى أن الشباب السوريين غالبا ما يعيشون عزلة كبيرة عن بيئتهم، وأن بعضهم قضى سنوات طويلة بعيدا عن وطنه، ما يؤدي إلى شعور بالإحباط وفقدان الأمل.

كما يُعد التأخر في معالجة طلبات اللجوء عاملا مهما في تفاقم الوضع، إذ يبقى العديد منهم دون معرفة مستقبلهم، سواء بالحصول على الإقامة أو الرفض، ما يؤدي إلى شعور بالإحباط وفقدان السيطرة على حياتهم اليومية.

وفي هذا السياق، دعا أحمد مركوش، عمدة أرنهيم، وزير اللجوء إلى معالجة طلبات القاصرين السوريين بشكل عاجل، مع إعلامهم خلال أسابيع بمصيرهم النهائي سواء داخل هولندا أو خارجها.

وأكد أن عدم اتخاذ إجراءات سريعة يزيد من تفاقم المشكلة داخل مراكز الإيواء.

يُذكر أن فترات الانتظار في مراكز طالبي اللجوء طويلة للغاية، ويظل نحو 17 ألف طلب لجوء سوري معلقا لدى دائرة الهجرة والتجنيس الهولندية، بينما يُمنع ترحيل القاصرين إلى سوريا في الوقت الراهن، مما يزيد من تفاقم الوضع الاجتماعي والأمني في مراكز الإيواء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى