تقرير نمساوي : معظم السوريين لا يفكرون بالعودة إلى بلادهم ونظام المساعدات عامل أساسي

أخبار العرب في أوروبا-النمسا
كشف تقرير صادر عن مكتب العمل النمساوي (AMS) هذا الأسبوع، تناول أوضاع اللاجئين السوريين في سوق العمل بعنوان “اللاجئون الجدد من سوريا في سوق العمل النمساوي”، أن غالبية السوريين المقيمين في البلاد لا يبدون أي نية للعودة إلى سوريا، حتى في ظل وجود برامج حكومية تقدم منحا مالية للراغبين بالعودة الطوعية.
وأشار التقرير، الذي نشرته صحيفة “كرونه” النمساوية أمس الأول الإثنين (15 سيتمبر/أيلول 2025)، إلى أن المنحة الفيدرالية المقدرة بألف يورو لم تغير من موقف معظم السوريين الذين “جاؤوا ليبقوا”، بحسب ما ورد في التقرير.
ونقل التقرير شهادة سيدة سورية تبلغ من العمر 39 عاما، قالت فيها: “لا، نريد أن نبقى في النمسا لكي يحصل أولادي على الاستقرار”.
وأضافت أنها عاشت تجربة قاسية من التشرد، مؤكدة أن محيطها من السوريين يشاركونها الرأي ذاته ولا يفكرون بالعودة.
وأوضح التقرير أن شريحة واسعة من السوريين، خصوصا من وصلوا مع موجة اللجوء عام 2015، لا يُبدون أي اهتمام بمغادرة النمسا.
وسرد مثالا عن سيدة تقيم منذ عشر سنوات في البلاد واندماجها في المجتمع، مشيرا إلى أن طفلها الصغير لم يعد يتحدث العربية وإنما الألمانية بلهجتها النمساوية، وأن لديها ثلاثة أطفال يعيشون حياة مستقرة.
كما تطرّق التقرير إلى البعد المتعلق بالمساعدات الاجتماعية، حيث أشار إلى أن كثيرا من اللاجئين السوريين يفضلون البقاء في العاصمة فيينا، نظرا لما توفره من مزايا مالية مقارنة ببقية الولايات. إذ يحصل المستفيدون من الحماية الثانوية هناك على الحد الأدنى الكامل من الدعم الاجتماعي، في حين تقتصر المساعدات في سبع ولايات أخرى على ما يُعرف بـ”الخدمات الأساسية”.
ونقل التقرير عن أحد السوريين قوله: “لقد جئت إلى فيينا بسبب وضعي كمستفيد من الحماية الثانوية. فيينا تقدّم لي دعما ماليا أفضل”.
بينما أشار آخر إلى أن “الخدمات والدعم المالي في فيينا أفضل من الولايات الأخرى، رغم أن الأخيرة أجمل للعيش”.
وأوضح أن العائلات التي تنتقل من ولايات مثل النمسا العليا إلى العاصمة تبرر قرارها بأن الدعم المالي هناك أكثر سخاءً.
في المقابل، يختلف بعض الساسة النمساويين مع هذا التقييم. فقد صرح بيتر هاكر، عضو المجلس الاجتماعي عن الحزب الاشتراكي، في مقابلة مع صحيفة “كرونه” العام الماضي قائلا: “لا توجد هجرة إلى نظام الضمان الاجتماعي”.
ويخلص التقرير إلى أن كثيرا من السوريين المقيمين في النمسا، رغم إدراكهم لوجود مناطق أخرى أكثر جاذبية من حيث المعيشة، يفضلون البقاء في فيينا تحديدا بسبب العوائد المالية التي تضمن لهم حياة أكثر استقرارا، بحسب ما ذكره التقرير.