أخبار العرب في أوروبا-اقتصاد
يبدو أن الاتحاد الأوروبي يتجه تدريجيا نحو اعتماد فكرة إصدار ديون مشتركة بين دوله الأعضاء، في خطوة تهدف إلى تمويل الاستثمارات الكبيرة اللازمة لتحسين الأداء الاقتصادي للتكتل وتعزيز قدرته على مواجهة الصعوبات المالية المستقبلية.
وفي تصريحات نقلتها وكالة “بلومبرغ” من كوبنهاغن، أوضح وزير مالية النمسا، ماركوس مارترباور،اليوم الجمعة، أن هذه الخطوة لا تزال قيد النقاش داخل مجلس الشؤون الاقتصادية والمالية للاتحاد الأوروبي المعروف باسم “إيكوفين”، مشيرا إلى أن التحرك في هذا الاتجاه يتم تدريجيا وبحذر.
وأضاف مارترباور: “كرجل اقتصادي، أرى أن هذا الاتجاه هو الخطوة الصحيحة لدعم الاستثمارات وتعزيز قدرة الاتحاد على مواجهة الضغوط الاقتصادية”.
يأتي هذا التطور بعد تجربة الاتحاد الأوروبي الأولى في إصدار ديون مشتركة خلال جائحة كورونا، والتي كانت تهدف لدعم برامج التعافي الاقتصادي بين دول التكتل.
ويأمل المسؤولون أن تساعد المبادرة الجديدة في دعم مجالات استراتيجية أخرى مثل الدفاع والطاقة والمناخ، مما يتيح للتكتل إطلاق طاقات إنفاق ضخمة وتحسين الكفاءة الاقتصادية.
وأوضح الوزير النمساوي أن الاتحاد الأوروبي لم يسجل تجارب سلبية كبيرة مع برامج الإقراض المشتركة السابقة، مشيرا إلى أن هذه الخطط أسهمت في تمويل صندوق التعافي وتعزيز الاستقرار المالي بين الدول الأعضاء.
كما أشار إلى أن الفكرة تهدف إلى تقوية تنافسية التكتل على المستوى الدولي، إلا أنها ما تزال محل جدل داخلي، حيث ترفض بعض الدول الأعضاء، مثل ألمانيا، توسيع نطاق هذه الممارسة بسبب مخاوفها من المخاطر المالية المحتملة.
وتعد مسألة الديون المشتركة أحد أبرز ملفات التعاون الاقتصادي بين دول الاتحاد الأوروبي، ويؤكد مسؤولون أن أي خطوات في هذا الإطار ستتم ضمن آليات دقيقة تضمن الشفافية وتقليل المخاطر المالية، مع العمل على دعم المشاريع التي تحقق تنمية اقتصادية مستدامة وتوفير فرص عمل، بما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي الشامل للتكتل على المدى الطويل.
