أخبار العرب في أوروبا-إيطاليا
أطلقت الحكومة الإيطالية مبادرة لترشيح المطبخ الوطني الإيطالي للحصول على تصنيف التراث غير المادي لدى منظمة اليونسكو، في خطوة تهدف إلى إبراز دوره الثقافي والاجتماعي، ليس فقط كفن للطهي، بل كطقس اجتماعي يعكس الهوية الإيطالية وروابط العائلة والمجتمع.
تأتي هذه الخطوة بالتعاون بين وزارة الزراعة والسيادة الغذائية والغابات، وزارة الثقافة، والرابطة الوطنية للبلديات الإيطالية، فيما تحتل إيطاليا حاليا المرتبة الأولى عالميا بعدد مواقع التراث العالمي المسجلة لديها، إذ تمتلك 61 موقعا للتراث العالمي و19 موقعا للتراث غير المادي.
ركزت المبادرة على طقس “غداء الأحد” الذي يجمع الإيطاليين حول موائدهم، ويعكس التقاليد الاجتماعية والعائلية المتوارثة.
وتم تنظيم فعاليات في مختلف البلديات الإيطالية والسفارات حول العالم يوم أمس الأحد (21 سبتمبر/أيلول 2025)، لتسليط الضوء على أهمية المطبخ الإيطالي كرمز اجتماعي وثقافي، حيث يلتقي المواطنون حول الأطباق التقليدية لتبادل الحديث وتوطيد الروابط العائلية والصداقة.و
وأكد وزير الزراعة والسيادة الغذائية والغابات “فرانشيسكو لولوبريجيدا” أن الهدف من الترشيح لا يقتصر على أسلوب طهي محدد، بل على طقس متجذر في الثقافة الإيطالية، يبدأ باختيار الطعام ويمر عبر تحضيره وصولا إلى موائد الطعام حيث تتجسد المعرفة المتوارثة والمتعة في اللقاءات العائلية والاجتماعية.
وأضاف أن رؤية الناس يتجمعون في الساحات الإيطالية سيكون دليلاً قوياً على ما يمثله المطبخ من قيمة ثقافية واجتماعية.
من جانبها، أشارت رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني إلى الأهمية الاقتصادية للمطبخ الإيطالي، مشيرة إلى أنه يمثل نحو 250 مليار يورو على الصعيد العالمي، مؤكدة أن الاعتراف الدولي بالمطبخ سيعزز مكانة إيطاليا على الصعيد الثقافي والاقتصادي.
كما ربطت ميلوني بين المطبخ الإيطالي وذكرياتها الشخصية بغداء الأحد مع أجدادها، معتبرة أن هذا الطقس يمثل جزءا أساسيا من الهوية الوطنية.
بدوره، اعتبر وزير الثقافة أليساندرو جيولي أن تاريخ الطعام يعكس تاريخ الحضارة والثقافة، وأن المطبخ الإيطالي يعكس العلاقات بين المجتمع والأرض، مشيرا إلى أن العالم اعترف بهذه القيم منذ فترة طويلة.
وأضاف رئيس الرابطة الوطنية للبلديات وعمدة نابولي غايتانو مانفريدي أن اختيار غداء الأحد كرمز للترشيح يؤكد أن المطبخ الإيطالي ليس مجرد فن طهي، بل تعبير عن ثقافة شعبية وممارسات قديمة تعزز الروابط بين الناس والأرض وتشكل موردا اقتصاديا وثقافيا رئيسيا.
وتؤكد هذه المبادرة استمرار إيطاليا في تعزيز مكانتها كأكبر دولة في العالم من حيث عدد مواقع اليونسكو، بما فيها التراث المادي وغير المادي، بعد آخر تسجيل لعنصر التراث غير المادي الذي شمل فن الجرس التقليدي وممارسة غناء الأوبرا، مما يعكس التنوع الغني للثقافة الإيطالية وتراثها العميق.
