بعد أن وصلوها لاجئين .. مطاعم السوريين تنتشر في باريس
مؤيد أبازيد : فرنسا
يتوزع مئات الآلاف من السوريين في الدول الأوروبية بعد أن لجأوا إليها في السنوات اللاحقة لعام 2011 هرباً من الحرب الدائرة في بلادهم، ومن بين هذه البلدان فرنسا، حيث وصل حتى مطلع العام الجاري أكثر من 40 ألفاً سوري، ولم تمر سوى بضع سنوات حتى بات الكثير منهم، ضمن ميدان العمل.
دخول العمل في فرنسا من قبل السوريين، جاء عبر مشاريع خاصة، لاسيما المطاعم سواء في العاصمة باريس أوالمدن الفرنسية الكبرى، حيث افتتح العشرات منهم مطاعم تقدم الأكل السوري، فيما كان سابقاً بالكاد تجد مطعم أو اثنين يقدم الأكل السوري في باريس أو في أي مدينة فرنسية.
ومن بين أصحاب المطاعم “محمد الأسود” والذي وصل لفرنسا من مدينة درعا جنوب سوريا كلاجئ قبل نحو سبع سنوات وحصل على الجنسية مؤخراً، حيث افتتح مطعماً في إحدى ضواحي باريس قبل عدة أشهر وأطلق عليه اسم (Feuilles de vigne) ومرادفه بالعربي “أوراق العنب”.
يقول الأسود في حديث مع موقع (ARABS IN EUROPE ) :” منذ وصولي لفرنسا عملت على تطوير اللغة وتمكنت منها بعد نحو عامين، لكن دخولي لسوق العمل كان بعد عام من صولي لهذا البلد أي قبل إتقان اللغة بشكل جيد، وبدأت كموظف في المطاعم سواء العربية أو الفرنسية”.
ويضيف :” تنقلت كثيراً في عملي ودأبت على مواصلة العمل دون انقطاع واستطعت الحصول على الجنسية الفرنسية في مارس الماضي وكانت بمثابة نقلة جديدة في حياتي حيث قررت الانطلاق نحو العمل الخاص وبمساعدة من قبل أشقائي، وذلك من خلال افتتاح مطعم في ضواحي باريس حيث أقيم، وأخترت المكان في منطقة ( 91 )حيث استأجرت بناء مساحته جيدة نحو 85 متراً وقمت بتحويله لمطعم بعد عمل أستمر أكثر من شهرين متواصلين “.
يقدم المطعم المأكولات السورية المعروفة لاسيما الشاورما سواء بلحم الخروف أو الدجاج، فضلاً عن المشاوي والكبة والمقابلات السورية المتنوعة والمشهورة كالتبولة وبابا غنوج والمتبل واليبرق ( ورق العنب)، إضافة للعديد من أصناف الحلويات السورية المعروفة.
يقول الأسود حول إقبال الفرنسيين ومدى انطباعهم عن الأكل السوري: “المطعم يعد الأول في المنطقة الذي يقدم الأكل الشامي والفرنسيين يشكلون نصف الزبائن فيما النصف الآخر هم من العرب والجاليات الأخرى”، مشيراً إلى أن إقبال الفرنسيين يتركز على شاورما الدجاج والمقبلات بالدرجة الأولى، أما في أصناف الحلويات فأن الاقبال وبكثافة يتركز على ” الحلاوة بالجبن” حيث لاقى عشقاً من قبل كثير من الفرنسيين الذين يرتادون المطعم وهم أنفسهم أخبرونا عن انطباعهم الايجابي لهذا النصف.
وبشأن الصعوبات التي قد يجدها كل من يُفكر بافتتاح مطعم في فرنسا، يؤكد “الأسود” في حديثه بأن افتتاح مطعم في باريس أو في أي مكان بفرنسا أمر ليس بالسهل، وأحياناً تكون التقديرات المالية غير دقيقة للواقع، هذا ما حصل معي حيث اضطررت للاستدانه من بعض الأصدقاء لإكمال المشروع ، لكن اليوم أسير بخطى جيدة و أعمل أنا واثنين من أشقائي إضافة لعدد من الموظفين والموظفات من بينهم فرنسيين بدوام لأكثر من 14 ساعة على فترتين.
هناك عشرات بل وربما المئات استطاع فيها سوريون تحدي جميع الصعاب والتفوق على انفسهم، وحالة “محمد الاسود” والذي كان على مدى السنوات الماضية موظفاً لدى الفرنسيين في مطاعمهم، اليوم أصبح لديه فرنسيين موظفيين في مطعم سوري، ما يعطي انطباع إيجابي من قبل الفرنسيين عن نشاط السوري، لاسيما أن معظمهم وصل لفرنسا خلال السنوات الماضية بعد خروجهم من بلدهم مرغمين ومثقلين بهموم الحرب والدمار الذي حل بوطنهم.