لمواجهة شائعات كورونا.. “فلسطينية – سورية” تطلق منصة الكترونية في هولندا
مضر عدس – هولندا
“إذا لم تخجل من النسخة الأولى من منتجك، فقد تأخرت في الإطلاق”..
انطلاقاً من هذه المقولة لـ “ريد هوفمان” مؤسس موقع “لينكد إن”أسست “بيسان زرزر” منصة خاصة على صفحات التواصل الإجتماعي، وذلك في محاولة لتوظيف مهاراتها الصحفية في محاربة الشائعات التي غزت المنصات “الشعبية” ومجموعات “الوات سب”.
عن البداية تقول “زرزر” لـ “أخبار العرب في أوروبا”: إن “واحدة من أكبر المغالطات حول انتشار فيروس كورونا وصلتني من خلال مجموعة (الواتس اب) في مدينتي هارلم، وبالفعل استطاعت هذه الرسالة المليئة بالشائعات أن تستفز الصحفي الذي يعيش في داخلي، فقررت على الفور أن أردّ على صاحبها بفيديو بدلاً من الرد بتسجيل صوتي أو نص مكتوب، ولاقى الفيديو استحسان الكثير”.
“زرزر” أضافت: “على هذا الأساس وجدت نفسي شبه مجبرة أن أبدأ بتنقيح الأخبار وتصحيح الشائعات معتمدة على مصادر موثوقة تعتمدها وسائل الاعلام المهنية مثل منظمة الصحة العالمية وغيرها الكثير، باستخدام معدات بسيطة، كاميرا وماكريفون “.
لا تغفل “بيسان أهمية ودور منصات التواصل الإجتماعي فتقول: إن “أي إعلامي يتمنى العمل في مؤسسة إعلامية موضوعية، ولغياب الحيادية في الكثير من الوسائل غدت الحاجة للبحث عن بدائل أمراً ملحاً، ولا سيما أن منصات التواصل الإجتماعي بدأت توفير الإمكانية في تأسيس منصات فردية تمثل أصحابها بالمطلق” مضيفة”: قررت ومنذ مدة، قبل أزمة فيروس كورونا، أن أؤسس شيئاً يمثلني، ليكون منصة أقدم من خلالها طروحات فكرية، ومحتوى توعوي غير تقليدي،و إذ وفرت أزمة الفيروس الوقت الكافي بسبب الحجر الصحي، وأيضاً حفزتني الأزمة بسبب ما يتم تناقله بين الناس من شائعات ومغالطات كثيرة غير مقبول”.
الفلسطينية السورية القادمة من مدينة “دمشق” إلى هولندا في العام 2014، أشارت إلى أسباب تأخر ظهور المشروع إلى العلن هو افتقارها “للخبرات التقنية والفنية من تصوير وإخراج ومونتاج، عندي معرفة بها نتيجة دراستي للإعلام، ولكن لتقديم عمل محترف كنت دائماً أبحث عن مختصين، ودائماً ما كنت أواجه بالاعتذار من أصدقاء مختصين بسبب عدم توافر مصادر تمويل”.
وتؤكد “زرزر”: أن “على المرء ألا يخاف من تأسيس مشروعه الخاص، حتى ولو وحيداً، وعلى الرغم من أنك ستواجه الكثير من المشاكل في البداية، فإن التجربة هي أكبر معلم في الحياة، وبالفعل عندما انطلقت رحت أتعلم تقنيات كثيرة من تصوير ومونتاج وإضاءة من أجل أن أقدم مادة أفضل، والشعور بالخجل من أول مادة هو شعور لطيف في نهاية المطاف، ولكن الأهم أنه مريح”.
تعرض المنصة فيديوهات ذات محتوى “شيق ومفيد وممتع للناس”، بحيث تدمج بين قصص واقعية، سواء معاصرة أو من التاريخ، بمعلومات ونصائح بطريقة غير مباشرة لا تدفع الناس للنفور من الفيديو، على سبيل المثال، في آخر محتوى نشرته تحت اسم “الخوف .. ولابسو المناقير في زمن الكورونا”، قارنت بين صناعة الكمامات المنزلية والتهافت على شرائها هذه الأيام وبين قصة “لابسو المناقير”، وهي قصة جرت في القرون الوسطى في أوروبا حيث اعتاد الأطباء ارتداء أقنعة واقية تشبه مناقير الطيور أثناء الطاعون، والتي لم تكن مفيدة جداً ولم تحمي الأطباء من الموت.
تتمنى” زرزر” أن تستمر المنصة بعد أزمة فيروس “كورونا الجديد”، فالحاجة لمنصات مشابهة ضرورة ملحة ودائمة ودائمة ولا سيما للصحفيين المستقلين، فتقول: إن”اليوتيوب يعتبر من أكثر المواقع الذي يوفر منصة بعيدة عن أي أجندات، لا أزال في أول الطريق لذلك أعداد المتابعين قليلة، ولكن تبقى الأهمية هي المحتوى الذي تقدمه، ولهذا أنا لا أعتبر نفسي فقط يوتيوبر، فانا صحفية استخدم منصة اليوتيوب ولا أبحث عن الشهرة على حساب المحتوى”.
تسعى الصحفية “بيسان” إلى أن تختص في مجال الإعلام المجتمعي التوعوي الشبابي، اذ أطلقت بالتعاون مع “حنين بلان”، وهي صحفية سورية من مواليد هولندا، منصة على موقع “الساوند كلاود” تحت عنوان “عندك خبر”، فتوضح “بيسان” انطلقت الفكرة كون حنين تتكلم الهولندية بطلاقة بينما أتكلم أنا العربية بطلاقة، وعلى هذا الاساس قمنا بجمع نقاط القوة ووحدناها لنؤسس منصة إخبارية صوتية “بودكاست” بالعربي عن أخبار هولندا، اذ نعمل على ترجمة الأخبار الهولندية وننشرها بصوتنا على المنصة، بمعدل حلقة كل أسبوع تتضمن أهم ثلاث أخبار مع تحليل لكل خبر”.
اقرأ أيضا: بعيداً عن الحرب والدماء.. “لوتّه هوبستاكن” تقدم دراسة عن الثقافة السورية في المجتمع الهولندي
وعن مشاريعها المستقبلية تقول: “كل إعلامي يطمح أن يكون مذيعا على شاشة إحدى المحطات العربية أو العالمية، وبالتأكيد أتمنى أن أعمل مع منصة إعلامية مناسبة ومستقلة، ولكن إن لم أجد منصة تلبي طموحاتي سأبقى على منصات التواصل الإجتماعي”.
“بيسان زرزر” تحمل شهادة في الإعلام من جامعة دشق، وعملت كمراسلة ومذيعة أخبار مع العديد من الوسائل الاعلامية العربية منها قناة الجزيرة ووكالة سمارت للأنباء، وقنوات ومنصات هولندية متنوعة، وتدرس في قسم “دراسات شرق أوسطية معاصرة” بجامعة “لايدن” الهولندية.