طوابير طويلة في لندن أمام محطات الوقود.. والحكومة: الهلع يسبّب الأزمة
أخبار العرب في أوروبا – بريطانيا
شهدت العاصمة البريطانية لندن اليوم السبت، ازدحاما شديدا أمام محطات الوقود حيث تشكلت طوابير سيارات طويلة اصطفّت أمام المحطات للتزود بالوقود.
يأتي هذا بعد إعلان شركة “بريتيش بتروليوم” البريطانية إغلاق بعض محطات الوقود في البلاد.
وكانت الشركة أعلنت الخميس إغلاق عدد من محطات الوقود مؤقتًا بسبب نقص في عدد سائقي الشاحنات.
وبعد قرار الشركة، توجه أصحاب المركبات إلى محطات الوقود خوفا من نفاد الوقود بسبب إغلاق بعض المحطات في العاصمة لندن.
هذا الأمر دفع برئيس “رابطة السيارات”، إدموند كينع، إلى التأكيد على أن “تدفّق الناس لشراء الوقود بسبب الهلع المفرط هو ما يسبب الأزمة”.
وأضاف أن هنالك كميات كبيرة متوفرة من الوقود، إلا أن “ذهاب الناس إلى المحطات، وتعبئة سياراتهم، في وقت هم ليسوا بحاجة إلى ذلك هو ما يخلق المشكلة”.
من جهتها، دعت الشرطة سائقي السيارات إلى “التعقّل”، وعدم الاتصال بهم إلا “في حال وقوع حوادث على صلة بجرائم جنائية أو اضطرابات واسعة النطاق”.
وكان بعض كبار المتعهدين في المملكة المتحدة، بدأوا في تقنين كميات الوقود، حيث حددت مجموعة “EG” مبلغ تعبئة قدره 30 جنيهاً استرلينياً لكل زبون، في 400 محطة تقريباً، في حين أقفلت بعض المضخّات في محطات “BP” و”Eso” و”Tesco” و”Shell”، بحسب صحيفة “إندبندنت” البريطانية.
وتقول الصحيفة إن سبب الأزمة هو النقص في سائقي الشاحنات، ما أدّى إلى نقص في الإمدادات، ودفع الحكومة البريطانية إلى إعادة النظر في رفع القيود المفروضة على تأشيراتها، لجذب نحو 5 آلاف عامل أجنبي إلى البلاد.
وأمس الجمعة، قال وزير النقل غرانت شابس، إن البلاد لديها مخزون كبير من الوقود وطالبت الناس بمواصلة التزود بالوقود كالمعتاد.
وكانت الحكومة البريطانية قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها تدرس الحكومة تقديم قروض لدعم شركات الطاقة بهدف بقاء أسعار الطاقة في حدود مقبولة، في وقت تكافح فيه تلك الشركات في ظل ارتفاع أسعار الغاز عالميا.
إضافة لأزمة نقص الغاز الطبيعي في بريطانيا، فإنه لاتزال هناك فجوة نقص كبيرة في عدد سائقي الشاحنات وصلت لنحو 100 ألف سائق أي نحو ثلث القطاع ، حيث بات الكثير من تجار التجزئة في البلاد بدون منتجات رئيسية.
وتعمل سلاسل متاجر كبرى في بريطانيا على تقديم مكافآت نقدية لسائقي الشاحنات لتحفيزهم على العمل.
يأتي هذا في وقت ترك فيه “بريكست” ووباء كورونا عشرات آلاف الوظائف شاغرة في القطاع، ما يعوق تزويد المحال بالبضاعة.
في السياق، حذر وزير الأعمال البريطاني، كواسي كوارتينغ، من أن الأيام المقبلة سوف تكون صعبة، في ظل تفاقم أزمة الطاقة ومعاناة منتجي اللحوم بسبب أزمة إمدادات ثاني أكسيد الكربون.
وقال كوارتينغ : “سوف تكون الأيام القليلة القادمة صعبة للغاية.. هذا أمر خطير للغاية”.
وذكرت وكالة “بلومبرغ” للأنباء أن أسعار الغاز في بريطانيا آخذة في الارتفاع، وموردي الكهرباء الذين لا يتمتعون بتحوط معرضون لخطر الانهيار، كما أن الآليات المعتادة لحماية العملاء من الفوضى غير مجدية، ما يعني أن هناك حاجة إلى نوع من الإنقاذ الحكومي.
وفي ظل الارتفاع الكبير لأسعار الغاز الطبيعي في بريطانيا أعلن عن انهيار شركتين أخريين، بحسب ما قاله وزير الأعمال البريطاني كواسي كوارتينج، الأربعاء، و الذي أكد أن البلاد يجب أن تستعد لفترة طويلة من أسعار الطاقة المرتفعة.
اقرأ أيضا: أزمة الطاقة تؤثر على قطاع زراعة المحاصيل الزراعية في بريطانيا
وأدى إفلاس الشركتين الجديدتين إلى اضطراب إمدادات الطاقة إلى حوالي 1.5 مليون منزل في بريطانيا.
إلى ذلك، تشير تقارير اقتصادية أوروبية إلى أن العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي دعت إلى ضرورة مناقشة موضوع أسعار الطاقة خلال القمة الأوروبية المقررة الشهر المقبل.
يأتي هذا في ظل الحديث عن أن التحول إلى الطاقة النظيفة سيتضرر من الأزمة الراهنة.
يذكر إلى أنه مع بداية عام 2021 كان هناك أكثر من 70 شركة إمداد بالطاقة تعمل في بريطانيا، لكن من المتوقع أن يقل هذا العدد بنحو 10 شركات مع نهاية العام.