أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
رفعت السلطات الفرنسية السرية عن أرشيف حرب الاستقلال الجزائرية، وذلك بتسهيل الوصول المحفوظات المتعلقة بالقضايا القانونية وتحقيقات الشرطة في الجزائر خلال الحرب ضد الاستعمار الفرنسي.
يأتي فتح الأرشيف قبل 13 عاما من التوقيم القانوني في فرنسا، وفق ما أكدته اليوم الخميس صحيفة”لوفيغارو” الفرنسية.
وقالت الصحيفة إن مرسوم صادر عن وزارة الثقافة الفرنسية، يسمح بالاطلاع على كل “المحفوظات العامة التي تم إنشاؤها في إطار القضايا المتعلقة بالأحداث التي وقعت خلال الحرب الجزائرية بين الأول من نوفمبر/تشرين ثاني 1954 و31 ديسمبر/كانون الأول 1966”.
قانونا، لم يكن يسمح بالاطلاع على هذه الوثائق لمدة 75 عاما إلا بإذن، ما يعني أن السلطات الفرنسية فتحت باب الوصول لها قبل الموعد القانوني بنحو ١٣ عاما على الأقل. فمن الآن فصاعدا سيكون الوصول إليها دون قيود، بحكم ما يسمى بإجراء “الإعفاء العام”، وتتعلق “بتحقيقات الضابطة العدلية” و”القضايا المعروضة أمام القضاء”.
وسهلت الحكومات الفرنسية المتعاقبة على مدى السنوات العشرين الماضية الوصول إلى الأرشيف المتعلق بفترات حساسة من تاريخ البلاد؛ الحرب العالمية الثانية والاحتلال ثم نهاية الإمبراطورية الاستعمارية بعد الحرب.
ووفقا للصحيفة الفرنسية، فإن معظم المؤرخين العاملين في هذا الملف أشادوا بتلك الخطوة، في إطار مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حول المصالحة، الذي قال إن “فتح أرشيف حرب الجزائر هو جزء من عمل عميق لكشف حقائق تاريخية ضرورية والاعتراف بجميع مكونات ذاكرتنا”.
وكانت وزيرة الثقافة الفرنسية، روزلين باشيلو، التي تتولى الوصاية على الأرشيف الوطني – باستثناء تلك الخاصة بوزارتي القوات المسلحة والشؤون الخارجية – قد أعلنت بالفعل في 10 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، عن هذه البادرة برفع السرية عن أرشيف الحرب الجزائرية.
اقرأ أيضا: فرنسا .. جمعيات حقوقية تحيي ذكرى”مجزرة باريس” ضد محتجين جزائريين
يشار إلى أن ماكرون أقر في 13 سبتمبر/أيلول 2018 بمسؤولية الجيش الفرنسي عن اختفاء عالم الرياضيات والمناضل الشيوعي موريس أودان في الجزائر في 1957، ووعَد عائلته بجعل قسم كبير من الأرشيف متاحا.
كما أعلن ماكرون في 9 مارس/آذار 2021، عن تسهيل الوصول إلى الأرشيف السري الذي يزيد عمره عن 50 عاما، ما أتاح تقصير فترات الانتظار.
وحصلت الجزائر على استقلالها عن فرنسا عام 1962 بعد ثورة شعبية دامت سبع سنوات راح ضحيتها وفقا لبعض الإحصاءات أكثر من مليون قتيل على يد الفرنسيين، وأنهت 132 عاما من الحكم الاستعماري الذي وصف بأنه دموي.