أخبار العرب في أوروبا – ألمانيا
تستعد السلطات الألمانية لاتخاذ إجراءات قانونية بهدف صدّ ما اعتبرته مخاطر تطبيق المراسلة “تلغرام” على الأمن العام، وذلك بعد اتهامه بتسهيل خطاب الكراهية ونشر أفطار ترتبط بنظرية المؤامرة.
ولغاية الآن لا تزال المناقشات دائرة حول ما إن كان إجراء منع التطبيق، أو فرض غرامات، أو إجبار التطبيق على حذف الرسائل، سيكون الأفضل.
وتتهم السلطات الألمانية التطبيق الروسي بأنه ساعد من تصفهم بمروجي الكراهية ومنكري فيروس كورونا واليمين المتطرف، إضافة إلى الإرهابيين، على تسويق أفكارهم، وحشد المتابعين في المظاهرات في الشوارع.
وقبل أيام طالبت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، شركتي “أبل” و”غوغل” بحظر تليغرام في عروضهما، وذكّرت السياسية الاشتراكية، الشركتين بمسؤوليتهما الاجتماعية، كما تسعى لتقديم خطة في أبريل/ نيسان لإجبار “تلغرام” على حذف “رسائل الكراهية” وكشف هوية أصحابها.
وفي وقت سابق، اقترحت السلطات فرض غرامات تصل لملايين اليورو على مشغلي التطبيق إن لم يتعاونوا معها في مراقبة بعض المستخدمين.
بينما قال وزير داخلية ولاية سكسونيا السفلى بوريس بيستوريوس إن “تلغرام أصبح محفز حرائق بالنسبة لمواطني الرايخ وأنصار نظرية المؤامرة والمتطرفين اليمينيين”.
اء ذلك عقب مشاورات مع وزراء الداخلية في حكومات الولايات التي يترأسها الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
وقال وزراء الداخلية في ورقة مشتركة: “إن تلغرام، وما على شاكلته من الشركات، تخدم الناس في ألمانيا بوصفها منصة تواصل لأنصار التفكير الجانبي ومنكري كورونا واليمينيين المتطرفين”.
وكانت الشرطة الألمانية قد شنت الشهر الماضي، عملية واسعة بعد تهديدات بالقتل ضد مسؤول كبير في إحدى الولايات.
وتدخلت الشرطة الجنائية لمنطقة ساكسونيا في شرق ألمانيا، تساندها قوات التدخل الخاصة، في أماكن عدة في مدينة دريسدن بعد التهديدات لرئيس حكومة الولاية، أطلقت عبر حساب لمناهضين للقاح المضاد لكورونا على تطبيق “تلغرام”.
كما دعت رسالة نشرت عبر التطبيق وشاهدها 25 ألف مستخدم، الأشخاص الذين يعارضون قيود كوورنا إلى مشاركة عناوين خاصة لنواب وسياسيين محليين وشخصيات أخرى في ألمانيا، إذ يعتقدون أنهم “يسعون إلى تدميرهم” من خلال القيود المرتبطة بإجراءات كورونا.
اقرأ أيضا: الحكومة الألمانية تخفض توقعاتها للنمو الاقتصادي خلال العام الحالي
و تطبيق تلغرام عمل إلى حذف الدعاية المتعلقة بالجماعات المتطرفة مثل ما “داعش”و”القاعدة” غالبا من دون طلب، لكن عندما يتعلق الأمر بالمحتوى اليميني المتطرف في ألمانيا، مثل المحتوى الذي تبثه حركة QAnon، فإن تلغرام لا يتدخل ولا يحجب مجموعات أو قنوات من هذا النوع من تلقاء نفسها” ، على حد قول الشرطة الجنائية الفيدرالية.
يشار إلى أن شعبية هذا التطبيق ومقره في مدينة دبي، ازدادت في ألمانيا خلال السنوات القليلة الماضية بين عامي 2018 و2021، حيث ارتفعت نسبة المستخدمين الذين يرسلون الرسائل بانتظام على تليغرام من 7 % إلى 15 %، وفقاً لمسح أجرته مؤخرا شركة تحليل البيانات الألمانية “تاتيستا”.