أخبار العرب في أوروبا: مؤيد أبازيد
يصفه مدربوه بـ”المطرقة”.. “عدي الفشتكي” الذي لم يتجاوز العاشرة من العمر، يتوقع مدربوه أن يكون له مستقبلاً واعداً في لعبة كرة القدم في ألمانيا.
موهبة الطفل المنحدر من محافظة درعا جنوب سوريا، لفتت أنظار مدربيه حيث قاموا بتوصية اتحاد كرة القدم في ألمانيا، بضرورة أن يتم إلحاق الطفل بمدرسة خاصة لكرة القدم تضم الأطفال الموهوبين في مجال هذه اللعبة. فيما كتبت عنه الصحف الألمانية ونال جوائزة اثناء اللعب مع النادي.
“زكريا الفشتكي” والد “الطفل “عدي” أكد لموقع “أخبار العرب في أوروبا” أن أداء طفله تطور بعد عدة اختبارات حيث انتقل إلى الفريق الأول في أكاديمية “ساربروكن” ولاية “زارلند”.
وأضاف “عدي لعب فور وصولنا إلى ألمانيا عام 2016 مع نادي Sulzbach واليوم يلعب مع FCS وهو مصنف في ألمانيا في الدرجة الثالثة، لكن بعد أن شاهد مدربه أن مستواه عال جداً، تم ترشيحه للالتحاق بمدرسة (Gmnasyumsport) التي تتبنى الأطفال الموهوبين في كرة القدم، وبالفعل تم قبوله بعد ترشيح اتحاد كرة القدم في ألمانيا، وسيبدأ مع المدرسة مطلع الشهر المقبل”.
يقول “الفشتكي” الذي كان بطلاً في لعبة المصارعة ومدرباً وحكماً لهذه اللعبة أثناء إقامته في سوريا: “كان لاندفاع المدربين تجاه ابني وتوقعاتهم بأن يكون له مستقبل واعد في كرة القدم، بصمة أمل في حياتي ودافعاً لتجاوز فترات الألم والحزن خلال اقامتي في سوريا التي بقيت تعيش معي، حيث تم اعتقالي عام 2012 من قبل النظام لعدة اشهر، ذقت خلالها ابشع انواع التعذيب، قبل أن يتم فصلي من الاتحاد الرياضي، وعايشت ظروفاً صعبة خلال السنوات اللاحقة قبل أن اقرر الرحيل إلى مكان يؤمن لي ولأطفالي الأمان والحياة الكريمة “.
وأشار والد الطفل والذي يعاني من عجز في يده اليسرى جراء إصابته بقذيفة حيث كان يعمل ضمن منظمة” القبعات البيضاء” :” هدفي الحالي أن يكون عدي من بين المواهب التي سيكون لها بصمة ليس على مستوى ألمانيا، بل أكثر من ذلك”، مشيراً إلى أن “دخوله إلى هذه المدرسة يضعه في بداية الطريق نحو النجومية في المستقبل”
وانهى حديثه بالقول: “رغم ما مر بنا في سوريا تبقى عيوننا ترنوا إلى الوطن، واتمنى أن يكون عدي يوماً ما في منتخب سوريا ويرفع اسم بلده عالياً”.
يبدو أن موهبة الطفل “عدي” ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فهذه المواهب التي كان لها أن تندثر لولا محاولة والده الوصول إلى أوروبا، من أجل الأمان وعلاج إصابته.
وليس من المستبعد أن نرى خلال السنوات القادمة الكثير من المواهب السورية في مختلف المجالات، ليس في ألمانيا فحسب، بل في كل دولة وصلوا إليها في أصقاع العالم بعد أن اجبرتهم الحرب على الهجرة، لاسيما أن حالات التفوق والانجازات التي حققها الكثير من السوريين، تزداد بشكل باتت تلفت أنظار الأوروبيين.