أخبار العرب في أوروبا – ألمانيا
حذرت 6 معاهد اقتصادية رائدة في ألمانيا في تقرير مشترك أصدرته أمس الأربعاء، من أن البلد “سيواجه انكماشا اقتصاديا في العام المقبل 2023، في حال تمَ وقف استيراد الغاز الروسي بصورة فورية”، وذلك في سياق العقوبات المفروضة على روسيا بعد غزوها لأوكرانيا.
ووفقا للتوقعات الاقتصادية المشتركة للمعاهد النافذة في ألمانيا، فإنه في حالة الانقطاع الفوري لإمدادات الغاز الروسي، فإنه ذلك سيكلف الناتج الاقتصادي الألماني ما قيمته 220 مليار يورو (238 مليار دولار) في كل من العامين 2022 و2023. وهذا من شأنه أن يعادل أكثر من 6.5%من الناتج الاقتصادي الألماني السنوي.
وخفضت المعاهد توقعاتها للنمو لأكبر اقتصاد في أوروبا بسبب الحرب في أوكرانيا وجائحة كورونا المستمرة، وبالنسبة لهذا العام يتوقع الباحثون نموا في الناتج المحلي الإجمالي 2.7%.
وإذا انقطعت إمدادات الغاز الروسي على الفور، فإن نسبة النمو ستبلغ في هذه الحالة 1.9 % وكان الخبراء قد توقعوا في الخريف الماضي نموا 4.8% لعام 2022.
وتتوقع المعاهد أن يصل التضخم إلى 6.1% في عام 2022، وهو أعلى رقم في 40 عاما، وفي حالة توقف إمدادات الطاقة، فإنها سترتفع إلى 7.3%، وهو رقم قياسي في ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية.
وقال ستيفان كوثس، نائب الرئيس ومدير أبحاث دورات الأعمال والنمو في معهد كيل للاقتصاد العالمي: “إذا تم قطع إمدادات الغاز، فسوف يمر الاقتصاد الألماني بركود حاد”.
وقد يصل تراجع إجمالي الناتج المحلي إلى 5% في الفصل الثاني من 2023، قبل أن ينهض الاقتصاد مجددا في أواخر السنة، بحسب توقعات المعاهد.
وأشارت المعاهد بصورة إجمالية إلى أن الاقتصاد الألماني “يعبر مرحلة تقلبات”، في وقت سمح رفع القيود المفروضة لمكافحة الوباء بإنعاش النشاط الاقتصادي.
وأوضحت أن “سلاسل الإمداد لا تزال تخضع للضغط”، في وقت تفرض الصين قيودا جديدة، وفي حين تتسبب الحرب في أوكرانيا بـ”تبعات سلبية على الاقتصاد، سواء على صعيد العرض أو على صعيد الطلب”.
و حاليا تجري مناقشات صعبة بين دول الاتحاد الأوروبي حول إمكانية فرض حظر على الغاز الروسي، وبرلين هي من أبرز المعارضين لوقف فوري للواردات معتبرة أن السلم الاقتصادي والاجتماعي للبلاد على المحك.
وتدور سجالات بين خبراء الاقتصاد حول عواقب مثل هذا القرار وقدرة ألمانيا على إيجاد مصادر بديلة للطاقة على المدى القريب.
اقرأ أيضا: التضخم في ألمانيا يتجاوز 7% خلال مارس الماضي
وكانت ألمانيا تستورد قبل الهجوم على أوكرانيا أكثر من 55% من حاجاتها من روسيا، لكنها خفضت هذه الحصة إلى 40% وتبذل مساعي لإيجاد مزودين آخرين.
وبحسب الحكومة الألمانية فإنه لايمكن الاستغناء عن الغاز الروسي قبل منتصف 2024 وفعّلت في نهاية آذار/مارس المرحلة الأولى من خطتها الطارئة لضمان التزود بالغاز الطبيعي بمواجهة خطر وقف الإمدادات الروسية.