أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
أصدرت محكمة الجنايات الخاصة في العاصمة الفرنسية باريس، أمس الأربعاء، حكما بالسجن مدى الحياة دون إمكانية تخفيض العقوبة ضد “صلاح عبد السلام” العقل المدبر لهجمات باريس 2015.
وعبد السلام هو الوحيد الباقي على قيد الحياة من المجموعة التي قتلت 130 شخصا في باريس، بهجوم بالأسلحة والقنابل في 13 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2015.
بهذا الحكم يكون القضاة الخمسة اتبعوا توصيات النيابة العامة الوطنية لمكافحة الإرهاب، التي طالبت بإنزال هذه العقوبة التي نادرا ما اتخذت وتستبعد أي احتمال بالإفراج المبكر.
وبدأت المحاكمة، وهي الأكبر في التاريخ الفرنسي الحديث، في سبتمبر/أيلول الماضي، لأسوأ هجوم في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية.
وكان عبد السلام وهو فرنسي مولود في بلجيكا، قد قال للمحكمة خلال جلسة في سبتمبر/أيلول: “لقد تخليت عن وظيفتي كي أصبح جنديا في تنظيم داعش”.
وهذا الأسبوع قال المتهم للمحكمة إنه “ليس مجرما أو قاتلا” وإن إدانته بذلك ستكون “ظلما” له. كما زعم خلال المحاكمة أنه قرر عدم تفجير حزامه الناسف ليلة الهجوم والتخلص منه في إحدى ضواحي باريس.
ومع ذلك، قبلت المحكمة دليلا قدم لها على أن الحزام الناسف كان يعاني من شائبة، وبالتالي فهي لا تعتقد أن “عبد السلام” غير رأيه وقرر عدم تنفيذ الهجوم في اللحظة الأخيرة.
في السياق، قال”آرثر دينوفو” أحد الناجين من هجوم 2015، إن “الحكم كان عادلا على الرغم من أنه لا يشكل إغلاقا كاملا للقضية بالنسبة إلى الضحايا”.
وأضاف في تصريحات صحافية: “عندما تحدث ( هذه الهجمات )، لا يمكنك الحصول على تعويض ولكن يمكنك الحصول على العدالة. حصلنا على العدالة بالتأكيد، لكنها لا تعالج كل شيء”.
وشدد على أن “الأحكام الصادرة ليست مفرطة، فهي تتكيف مع الحقائق ومع مرتكبيها”.
اقرأ أيضا: فرنسا.. الحكم على معتقل جزائري سابق في غوانتانامو بالسجن 10 سنوات
بدوره، قال “جيرارد شملا”، المحامي الذي يمثل الضحايا، إن الحكم سيساعد في طي الصفحة لموكليه.
وتعتبر عقوبة السجن مدى الحياة، أشد عقوبة يمكن فرضها بموجب القانون الفرنسي، مع فرصة ضئيلة للإفراج المشروط بعد 30 عاما. وهي المرة الخامسة فقط التي يتم فرضها في فرنسا منذ العام 1994.
واستغرقت المحاكمة، التي جرت في قاعة محكمة مصممة خصيصا في قصر العدل التاريخي في باريس، 9 أشهر، وشارك فيها أكثر من ألفي مُدع وما يزيد على 300 محام.