مؤشر “الفاو” لأسعار الغذاء يتراجع للشهر الرابع على التوالي
أخبار العرب في أوروبا – روما
أعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو” أمس الجمعة، أن المؤشر القياسي للأسعار العالمية للسلع الغذائية شهد انخفاضا ملحوظا في شهر يوليو/ تموز الماضي، مشيرة في تقريرها إلى أن أسعار الحبوب الرئيسة والزيوت النباتية سجلت انحدارا بنسبة مئوية عشرية.
المنظمة ومقرها العاصمة الإيطالية روما، أكدت أن مؤشرها لأسعار الغذاء المرصود عن كثب انخفض 140.9 نقطة في يوليو/ تموز الماضي، بانخفاض قدره 8.6 % عن يونيو/ حزيران.
وأكدت أن انخفاض الأسعار استمر للشهر الرابع على التوالي، منذ أن بلغ أعلى مستوياته على الإطلاق في وقت سابق من العام بعد الحرب الروسية في أوكرانيا نهاية فبراير/ شباط الماضي.
ورغم هذا التراجع، أشارت المنظمة إلى أن هذا المؤشر الذي يتتبع التغيرات الشهرية في الأسعار الدولية لسلة من السلع الغذائية المتداولة، لايزال أعلى مما كان عليه في يوليو/ تموز 2021 بنسبة 13.1%.
وانخفض مؤشر الفاو لأسعار الزيوت النباتية بنسبة 19.2 % الشهر الماضي مقارنة بمستواه في يونيو/ حزيران، وهو أدنى مستوى له منذ عشرة أشهر.
كما انخفضت الأسعار الدولية لجميع أنواع الزيوت، مع تراجع أسعار زيت النخيل بفعل توقعات بإتاحة كميات وافرة للتصدير من إندونيسيا، وأسعار زيت بذور اللفت التي استجابت لتوقعات بإمدادات وافرة من المحاصيل الجديدة، وانخفاض أسعار زيت الصويا بسبب التباطؤ المطول للطلب.
وهبطت أسعار زيت دوار الشمس بشكل ملحوظ أيضا وسط انخفاض الطلب العالمي على الواردات رغم استمرار انعدام اليقين على الصعيد اللوجستي في منطقة البحر الأسود. كما أسهم انخفاض أسعار الزيوت الخام في خفض قيم الزيوت النباتية.
مؤشر الفاو لأسعار الحبوب انخفض كذلك بنسبة 11.5 % خلال الشهر الماضي، ولو أنه بقي أعلى بنسبة 16.6 % من قيمته المسجلة في يوليو/ تموز 2021.
وتراجعت أسعار جميع الحبوب التي يشملها المؤشر وعلى رأسها القمح الذي انخفضت أسعاره العالمية بنسبة ملحوظة بلغت 14.5 %.
ويعود ذلك بجزء منه لرد الفعل على الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين روسيا وأوكرانيا بشأن تحرير حركة التصدير من الموانئ الرئيسة للبحر الأسود، وبجزئه الآخر لتوافر الكميات خلال الموسم بفضل عمليات الحصاد الجارية في النصف الشمالي للكرة الأرضية.
أما السكر فقد تراجعت أسعاره عالميا بنسبة 3.8% عما كان عليه في يونيو/حزيران وسط مخاوف من الطلب المتوقع وذلك بسبب ترقب مزيد من التفاقم في الاقتصاد العالمي، وضعف الريال البرازيلي، وانخفاض أسعار الإيثانول الذي أدى إلى إنتاج السكر في البرازيل خلال الشهر بكميات فاقت المتوقع.
بينما مؤشر منظمة الأغذية والزراعة لأسعار منتجات الألبان تراجع بنسبة 2.5% عن نسبته المسجلة في يونيو/حزيران الماضي وسط النشاط التجاري الضعيف، لكنه لا يزال في المتوسط أعلى بنسبة 25.4 %من قيمته المسجلة في يوليو/ تموز 2021.
وتدنت أسعار مساحيق الحليب والزبدة، بينما ظلت أسعار الأجبان مستقرة، مدعومة بالطلب في الوجهات السياحية الأوروبية.
اقرأ أيضا: استطلاع: 3 توقعات قاتمة للمستهلكين في أوروبا
وعلى النقيض من هذا، بلغت الأسعار الدولية للحوم الدواجن أعلى مستوى لها على الإطلاق، بدعم من الطلب العالمي القوي على الواردات والإمدادات العالمية المحدودة بسبب تفشي أنفلونزا الطيور في النصف الشمالي للكرة الأرضية.
في هذا السياق، قال “ماكسيمو تيريرو” رئيس الخبراء الاقتصاديين في المنظمة “إن انخفاض أسعار السلع الغذائية من مستويات مرتفعة للغاية هو أمر محبذ، خاصة من ناحية الحصول على الغذاء”.
وأضاف:” بيد أن عديدا من أوجه انعدام اليقين ما زالت قائمة، بما في ذلك ارتفاع أسعار الأسمدة التي قد تؤثر في توقعات الإنتاج في المستقبل وسبل معيشة المزارعين، والتوقعات الاقتصادية العالمية القاتمة، وحركة أسعار الصرف، إذ تشكل كلها ضغوطا خطيرة على الأمن الغذائي العالمي”، على حد قوله.