أخبار العرب في أوروبا – روسيا
منذ إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأربعاء، التعبئة الجزئية بالجيش، يتدافع الروس للفرار من البلاد نحو دول الجوار في وقت نفذت فيه تذاكر رحلات السفر من موسكو بعدما ارتفعت إلى مستويات قياسية.
وتسبب إعلان بوتين في ذعر جماعي لدى الروسي عندما أمر بتعبئة قوات الاحتياط بعدد يقدر بنحو 300 ألف جندي، وذلك في تصعيد للحرب الدائرة في أوكرانيا منذ أكثر من سبعة أشهر.
هذا الاندفاع للخروج من روسيا أدى إلى ارتفاع تكلفة تذاكر السفر إلى مدينة جوهانسبرغ في جنوب أفريقيا- على سبيل المثال- لعائلة مكونة من ثلاثة أفراد إلى أكثر من 50 ألف يورو، في حين أن أرخص الرحلات الجوية من موسكو إلى دبي تكلف أكثر من 5100 يورو، أي حوالي خمسة أضعاف متوسط الأجر الشهري، وسط السباق اليائس للهروب من التجنيد المحتمل.
وقالت شركة السكك الحديدية الروسية وشركة الطيران “إيروفلوت” إنه لم يتم إصدار أمر “بعد” بمنع الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 65 عاما من الصعود إلى الطائرة أو القطارات.
وبينما اشتعل البحث عن آلية للسفر أو الخروج من روسيا، ظهرت مجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي تقدم نصائح حول كيفية الخروج من البلاد.
وقد قدم موقع إخباري روسي قائمة بـ “أين تهرب الآن من روسيا”، فيما كان طابور طويل جدا من السيارات يمتد على طول المعابر الحدودية مع جورجيا.
وتم تداول مقاطع مصورة رصدت هروب جماعي إلى الحدود الروسية للعبور إلى جورجيا وفنلندا وكازاخستان، بعد إعلان التعبئة.
فيما نُقل عن حرس الحدود الفنلندي،قوله، إن حركة المرور التي تصل إلى الحدود الشرقية لفنلندا مع روسيا “تكثفت” بين عشية وضحاها.
اقرأ أيضا: بوتين يعلن تعبئة 300 ألف جندي احتياط للحرب في أوكرانيا.. ويلوح باستخدام النووي
إلى ذلك، قال وزير الدفاع سيرغي شويغو: “إن الاستدعاء سيقتصر على من لديهم خبرة كجنود محترفين، ولن يتم استدعاء الطلاب وأولئك الذين خدموا فقط كمجندين”.
مع ذلك، أثارت هذه الخطوة مخاوف من التجنيد الجماعي في التصعيد المقلق للحرب.
من جهة ثانية، ندد مواطنون روس بالحرب في شوارع موسكو لاسيما. وقالت جماعة حقوقية إن الشرطة الروسية اعتقلت أكثر من 1300 شخص في روسيا ليلة أمس الأربعاء في احتجاجات تندد بالتعبئة.
وقبل الخطوة الأخيرة لبوتين كانت القوات الروسية قد تعرضت لهزائم متتالية في أوكرانيا، وسط انسحابات واسعة لقواته من المناطق التي احتلتها في بداية الحرب نهاية فبراير/شباط الماضي.