أخبار العرب في أوروبا- جنيف
حثت المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل، أمس الإثنين، قادة العالم على الامتناع عن إعادة الأشخاص إلى البلدان التي يواجهون فيها الاضطهاد، مؤكدة ضرورة احترام حقوق اللاجئين وأن لا أحد في العالم يغادر وطنه بإرادته.
كلام ميركل جاء خلال تسلمها لجائزة “نانسن” المرموقة من وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في جنيف.
وقالت خلال حفل تسلّم الجائزة أمام نحو 500 شخص من المدعوين إن ألمانيا: “واجهت تحديات هائلة” مع وصول عدد كبير من اللاجئين في وقت قصير. وأضافت :”لا ينبغي إعادة اللاجئين إلى بلدانهم التي يواجهون فيها الاضطهاد”.
وشددت ميركل التي عُرفت باتباعها سياسة الباب المفتوح إزاء استقبال اللاجئين، في ذروة أزمة تدفّقهم إلى أوروبا عامي 2015 و2016 والتي بدأت بشكل بارز بسبب الحرب في سوريا، بالقول إنها فخورة لأن مواطنيها أثبتوا أنها كانت على حق، وذلك بعدما قالت في ذلك الوقت للألمان جملتها الشهيرة “فير شافن داس” أو “يمكننا القيام بذلك”.
وقالت: “آمل أن تنتشر الأمثلة الجيدة وآمل في المستقبل أن يشعر المزيد من الناس بأنهم ملزمون بتوفير الملاذ للمحتاجين الآخرين”، مضيفة: “لا أحد يغادر وطنه بإرادته ودون تفكير دقيق”.
وأعربت عن تضامنها مع اللاجئين في العالم، ودعت قادة الدول إلى عدم إعادتهم إلى الدول التي قد يواجهون فيها اضطهادات.
واحتفلت لجنة الاختيار التابعة للمفوضية بميركل على “قيادتها وشجاعتها وتعاطفها” حيث استقبلت ألمانيا أكثر من 1.2 مليون لاجئ وطالب لجوء في عامي 2015 و 2016 في ذروة أزمة المهاجرين في أوروبا التي اندلعت بشكل خاص على إثر الحرب في سوريا.
وأشادت اللجنة بالتفاني الذي أبدته المستشارة السابقة عندما كانت في منصبها لحماية النازحين بسبب الصراع، وأصرت على أنه “يجب احترام حقوق اللاجئين”.
وأثناء تسليمها ميدالية “نانسن” الذهبية، قال المفوّض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، إن ميركل أظهرت “رؤية وشجاعة وثباتا”.
وفي الوقت الذي تجاوز فيه عدد اللاجئين حول العالم 100 مليون لأول مرة، خاطب غراندي ميركل قائلا “مثالك يجب أن يكون نموذجاً للقادة الآخرين”.
من جهة ثانية، أشارت ميركل إلى أنها تفضل أن يتم تقسيم جائزتها المالية البالغة 150 ألف دولار بالتساوي بين الفائزين الإقليميين الأربعة، بالإضافة إلى جائزتهم البالغة 50 ألف دولار.
والفائزون الإقليميون الأربعة هم “نغم حسن” وهي طبيبة نسائية عراقية تقدم الرعاية للفتيات والنساء الإيزيديات، وفرقة إطفاء أمبرة، وهي مجموعة من اللاجئين في موريتانيا تعمل من أجل إطفاء الحرائق، كذلك منظمة “أصدقاء ميانمار” الإنسانية، إضافة لـ” فيسينتا غونزاليس “التي تضمن عملها إنشاء تعاونية للكاكاو في كوستاريكا لدعم اللاجئات.
اقرأ أيضا: ميركل تفوز بجائزة الأمم المتحدة للاجئين لعام 2022
يذكر أن جائزة “نانسن” استحدثت عام 1954 تكريما لأول مفوض سام لشؤون اللاجئين النرويجي فريديوف نانسن، وتقديرا للجهود المتميزة المبذولة من أجل اللاجئين.
ومنذ عام 1979، يحصل الحائزون على جائزة “نانسن” على جائزة تبلغ حاليا 150 ألف دولار، بتمويل من حكومتي النرويج وسويسرا.
وأول من فاز بالجائزة إليانور روزفلت زوجة رئيس الولايات المتحدة الأسبق فرانكلين روزفلت، وهي أول رئيسة للجنة الأمم المتحدة لقانون حقوق الإنسان.
ومن بين الفائزين الآخرين السيناتور الأميركي إدوارد كينيدي، ومغني الأوبرا لوتشيانو بافاروتي، والناشطة غراسا ماشيل في مجال العمل الإنساني، ومنظمة أطباء بلا حدود.