“سيد الفن الأسود”.. وفاة الرسام الفرنسي الشهير بيار سولاج عن عمر ناهز 102 عام
أخبار العرب في أوروبا – فرنسا
بعد مسيرة حافلة اشتهر فيها بلوحاته ذات الدرجات اللامتناهية من اللون الأسود، أعلن اليوم الأربعاء، عن وفاة الرسام الفرنسي الشهير “بيار سولاج”.
وقال المتحف المخصص لحياة وأعمال الرسام الراحل، في مسقط رأسه بمدينة روديز جنوب غرب فرنسا، إن الرسام التجريدي الذي اشتهر باستعماله لدرجات مختلفة من اللون الأسود توفي عن عمر ناهز الـ 102 عام.
ونقل عن “بينوا ديكرون” مدير المتحف وصديق قديم لسولاج، قوله، إن الفنان توفي مساء أمس الثلاثاء في المستشفى، وأضاف“إنه خبر محزن. لقد كنت أتحدث قبل قليل مع ارملته كوليت سولاج” التي “احتفل معها قبل أيام بعيد زواجهما الثمانين”.
وعلّق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر تويتر على وفاة الرسام معتبرا أنه “عرف كيف يُعيد اختراع اللون الأسود من خلال جعل النور ينبثق منه. بالإضافة إلى اللون الأسود ، تشكّل أعماله استعارات حية يستمد منها كل منا الأمل”.
بدورها، قالت وزيرة الثقافة ريما عبد الملك إن وفاته “خسارة كبيرة لعالم الفن ولفرنسا”، فيما أسف سلفها جاك لانغ لـ”رحيل أحد كبار الفن”.
من جانبها، كتبت رئيسة الوزراء إليزابيت بورن على تويتر أن سولاج “يترك وراءه نتاجا هائلا عابرا للزمن”، مذكّرة بأن الرسام الراحل “أعاد ابتكار اللون الأسود بشكل مذهل”، وواصفة إياه بأنه “سيد الأضواء”.
واكتسب سولاج المولود في 24 ديسمبر/كانون الأول 1919 شهرة واسعة اعتبارا من خمسينات القرن الماضي، ودخلت لوحاته أرقى المتاحف في العالم كمتحف غوغنهايم في نيويورك أو معرض تايت في لندن.
ومنذ العام 1979 اقتصرت أعماله على استخدام اللون الأسود، خاصة في سلسلة أعمال أطلق عليها “ما وراء الأسود”.
وعن تركيزه على اللون الأسود، قال الراحل في تصريحات سابقة:“أحب سلطة هذا اللون ووضوحه وتطرفه”. وأضاف “إنه لون نشط جدا. لو وضعنا الأسود قرب لون قاتم، لأصبح مشعا”.
وطوال أكثر من 75 عاما، كانت أعماله محط اهتمام المؤسسات الثقافية وسوق الفن. وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، بيعت لوحة له تعود إلى عام 1961 بمبلغ 20.2 مليون دولار في نيويورك.
وتجاوز ثمن اللوحة بأشواط الرقم القياسي السابق الذي حققه أحد أعمال سولاج عام 2019 في باريس والبالغ 10.8 ملايين دولار.
وفي مايو/أيار 2014، وكان يومها في الـ94 من العمر، حضر افتتاح متحف مخصص بالكامل لأعماله في مدينته روديز.
اقرأ أيضا: دينار أموي في مزاد ببريطانيا.. وقيمته قد تصل لمليون إسترليني
كذلك، أصبح الفنان الراحل في ديسمبر/كانون الأول عام 2019، من بين قلة من الفنانين الذين حصلوا على شرف عرض أعمالهم في متحف اللوفر العريق وهم على قيد الحياة. وسبق لرسامين اثنين فقط أن كرما قبله بهذه الطريقة هما بيكاسو وشاغال عند بلوغهما سن التسعين.
وكرّس جزء كبير من المعرض في اللوفر يومها لـ”أوترنوار” (ما بعد الأسود)، العالم الذي تخيله سولاج منذ عام 1979 عندما اعتمد الأسود الكامل مراهنا على التباين بين الأملس والمحزوز واللامع والكامد والأسود والنور.