Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the all-in-one-seo-pack domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/arabeurope/public_html/wp-includes/functions.php on line 6114
الكاتبة “ندى حاكمي”.. ذاكرة الوجع السوري في ملتقى الثقافات والحضارات ببرلين - العرب في أوروبا
ابداعات ومواهبثقافة وفنونمجتمع

الكاتبة “ندى حاكمي”.. ذاكرة الوجع السوري في ملتقى الثقافات والحضارات ببرلين

أصلان الحوراني

تشارك الكاتبة السورية “ندى حاكمي “، صاحبة رواية “نساء في تابوت الشهوة” في ملتقى الثقافات والحضارات الرابع ‏‏“ ببلومانيا” الذي يقام في العاشر من شهر كانون الثاني الجاري بقاعة “كنيسة الناصرة” في العاصمة الألمانية برلين‎.‎ ‏

“حاكمي” تضع القارئ أمام حالة هي الأولى من نوعها في الأدب السوري النسائي، إذ تسرد تجربتها الشخصية في ‏الاعتقال، ضمن قالب روائي ينقل القارئ من عتبة ألم إلى أخرى أكثر قساوة عبر قصص عاشتها شخصياً وأخرى ‏عاينتها، قصص تخلو من الخيال، إلا ذلك الخيال الذي كانت تستحضره وتلبسه ثوب الأمل لتقوى على تجاوز جلسات ‏التعذيب، بحيث تصبح الذكريات أكثر واقعية من اللحظة التي تحياها، ورعشة الأمل أقوى من ارتعاش الجسد لحظة ‏تعذيبه بالكهرباء. هي مفارقة قد لا يعي حقيقتها سوى اولئك الذين لامست جنباتهم جدران المعتقلات واختزنت ذاكرتهم ‏رائحة الجلاد. ‏

رواية “نساء في تابوت الشهوة” الصادرة عن دار “يافا العلمية للنشر والتوزيع” في الأردن تضعنا في سياق سردها ‏للأحداث والشخصيات البطلة وعلاقتها بها، أمام حقائق مجتمعية لم ينج منها السوريون سواء أكان ذلك خارج المعتقل أم ‏في داخله، فالمجتمع الذي عبث به النظام وقولبته المفاهيم، كان حاضراً في المعتقل بكل ما فيه من عيوب ومن حسنات، ‏فالفرقة في الانتماء السياسي، والتمايز الجغرافي والتفاوت الاقتصادي سجل حضوره، ومثلما استطاع النظام شراء ‏ولاءات شرائح سورية لمحاربة شرائح أخرى أو للصمت عن جرائمه، أيضا مارس الأسلوب نفسه داخل المعتقلات، ‏وإن اختلفت الأثمان في الخارج عنه في الداخل، فثمن الخيانات والاختراقات في المعتقل التخفيف من التعذيب، أو تعليقه ‏إلى حين.‏

‏”حاكمي” التي ضبطت مفهوم الزمان في الرواية ضمن فترة الاعتقال، كان المكان لديها أوسع من المعتقل وغرفه ‏المشبعة بالعذبات، فهي تجعل لدمشق روحاً وتحدثها وتعاتبها أحياناً، وقبلها تستحضر الجنوب عبر شخصية حبيبها في ‏إشارة إلى الانتماء للثورة، أما شوارع حمص وإن لم يصلنا صخبها فقد اكتفت بالاشارة إلى مسافة قصيرة لا يتعدى ‏طولها شريان القلب كانت تفصل بينها، حيث المعتقل، وبين بيت أهلها ورائحة أمها.‏ ‏”الشهوة” في رواية “حاكمي” لم تكن أكثر من “شهوة السلطة” التي مارست ساديتها على السوريات قبل السوريين، أما ‏تلك بالمعنى الانساني، فرفعتها “حاكمي” عن مفهومها الجسدي للتحول إلى علاقات روحية بينها وبين حبيبها، من دون ‏أن تتجاوز عن وضع الرجل أمام محاكمة لا تخلو من القسوة.

‏”نساء في تابوت الشهوة” توزعت على تسعة فصول هي)الرحلة، فرع الأمن السياسي، فرع المخابرات العسكرية، ‏الشرطة العسكرية، فرع فلسطين، الحكم، مخفر كفرسوسة، سجن عدرا ، الخذلان)‏‎.‎

يسجل لـ “حاكمي” الأكاديمية التي عملت في مجال الطب النفسي، جرأتها في طرح وقائع الكثير من المعتقلات رفضن ‏حتى الإشارة إليها.. هي صرخة إمرأة تفاجئ القارئ الصدق في سطورها..‏

ملتقى الثقافات والحضارات الرابع “ ببلومانيا”، يطلقه مجموعة من المثقفين والفنانين العرب المقيمين في في المانيا . ويشارك فيه حوالي 25 شخصيّة فنيّة وأدبيّة وسياسية تمثّل مختلف التيارات والمذاهب الفكرية العربية، كما ستضمّ الفعالية مشاركين من ( اسبانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها) ممن لديهم اهتمام بالثقافة العربية.

يتخلل هذه الفعالية نشاطات مختلفة منها معرضاً للكتاب العربي بالتعاون مع المكتبة الألمانية، وتوقيع عدد من الكتب الصادرة حديثاً لكتّاب عرب في ألمانيا، بالاضافة إلى أمسيات موسيقية من التراث العربي ومحاضرات فكرية ومعارض فنيّة متنوعة لعدد من الفنانين العرب والأجانب.
تقام الفعالية بالتعاون مع المركز الألماني العربي (DAZ)، مركز تعايش الثقافات والحضارات والأديان ” كنيسة الناصرة ” في برلين، البيت الثقافي العربي الديوان، مركز(AB Ziel) للتدريب الفردي ، مكتبة العرب الألمانية، نادي الكتاب اليمني، جمعية سلام، مؤسسة جفرا الموسيقية، مسرح المدينة، دار نشر و مجلة الدليل، مؤسسة أراب الثقافية، ومدرسة فكرة، مدرسة ابن خلدون العربية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. تحياتي لكم
    ندى ابنة بادي ولدنا جميعا من رحم المعاناة على مدى ستين عاما ولنا نحن أهل حمص خاصية مميزة في القهر والاستبداد . أظن اننا أطيب من اللازم ام اغبياء اكثر من المطلوب او نتغابى حتى نكسب ود الآخرين . ذقنا من القهر مايعادل آلاف السنين جردنا من الحقوق ومن ممتلكاتنا . ولكن املنا اكبر من كل القهر الذي عشناه وسوف نعيد النور والبسمة لوجوه الجميع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى